ساعدنا على تحسين موقعنا

Translate

متون طالب العلم

مقدمة
 متون طالب العلم

العلم ... ﻭﻣﺎ ﺃﺩﺭاﻙ ﻣﺎ اﻟﻌﻠﻢ.
ﺷﺮﻑ اﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺷﺎء ﻭاﺻﻄﻔﻰ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ، ﻓﺸﻬﺪ ﻟﻤﻦ ﺣﺒﺎﻩ ﺇﻳﺎﻩ ﺃﻧﻪ ﺃﺭاﺩ ﺑﻪ اﻟﺨﻴﺮ اﻟﻜﺜﻴﺮ، ((ﻳﺆﺗﻲ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﻳﺸﺎء ﻭﻣﻦ ﻳﺆﺕ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻘﺪ ﺃﻭﺗﻲ ﺧﻴﺮا ﻛﺜﻴﺮا))  [ اﻟﺒﻘﺮﺓ:269]
العلم اﻟﺸﺮﻋﻲ ﻫﻮ ﻧﻮﺭ اﻟﻠﻪ، ﻭﻫﺪاﻳﺔ اﻟﻠﻪ، ﻭﺭﺣﻤﺔ اﻟﻠﻪ ﻟﻬﺬﻩ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ، ﻫﻮ ﻣﻌﺪﻧﻬﺎ اﻟﺼﺎﻓﻲ، ﻭﻣﻨﺒﻌﻬﺎ اﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻐﻴﺾ، ﺇﻧﻪ اﻟﺴﺒﻴﻞ اﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﺳﺎﺭ ﻓﻴﻪ اﻧﺘﻬﻰ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺿﺎﺓ اﻟﻠﻪ ﻭﺟﻨﺘﻪ.
اﻣﺘﻦ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺷﺮﻓﻪ ﻭﻛﺮﻣﻪ ﺑﻪ، ﻓﻜﺎﻥ ﺑﻪ ﺇﻣﺎﻣﻬﻢ ﻭﻗﺪﻭﺗﻬﻢ ﻭﻫﺎﺩﻳﻬﻢ، ﺻﻠﻮاﺕ اﻟﻠﻪ ﻭﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ.. ﻭﺻﺪﻕ اﻟﻠﻪ ﺇﺫ ﻳﻘﻮﻝ: ((ﻭﻋﻠﻤﻚ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻌﻠﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻀﻞ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﻋﻈﻴﻤﺎ))  [ اﻟﻨﺴﺎء:113] .
ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻠﻤﺎء: ﻛﺎﻥ ﻓﻀﻞ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﻋﻈﻴﻤﺎ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻋﻠﻤﻚ ﻣﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻌﻠﻢ، ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺃﻧﻘﺬﻙ ﻣﻦ اﻟﻀﻼﻝ، ﻭﻫﺪاﻙ ﺇﻟﻰ اﻟﺤﻖ.. ((ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﺗﺪﺭﻱ ﻣﺎ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻻ اﻹﻳﻤﺎﻥ)) .
قال ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻮﻧﻮا ﺭﺑﺎﻧﻴﻴﻦ} (ال عمران)

(اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺮﺑﺎﻧﻲ)
ﻫﻮ اﻟﺬﻱ ﻳﺮﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺻﻐﺎﺭ اﻟﻌﻠﻢ ﻗﺒﻞ ﻛﺒﺎﺭﻩ.
ﻭاﻟﺬﻱ ﺿﺮ اﻵﻥ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻤﻦ ﻳﺘﺼﺪﺭ ﻟﻄﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﻭﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﻠﻢ ﻭاﻟﻔﻘﻪ ﺃﻧﻪ ﻳﺤﻔﻆ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ اﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻘﻦ ﺑﺪﻫﻴﺎﺕ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﻓﻲ اﻟﻔﻦ، ﻭﺗﺠﺪ اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻳﺄﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ ﻳﻨﺎﻇﺮ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﻟﻮ ﻋﺮﺿﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﻣﻦ اﻟﺴﻠﻒ ﻟﺮﻋﺪﺕ ﻓﺮاﺋﺼﻪ ﻣﻦ ﺧﺸﻴﺔ اﻟﻠﻪ . (الشنقيطي)
ﻓﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﺮاﺽ اﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻴﻨﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﻃﻠﺒﺔ اﻟﻌﻠﻢ ﻫﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻋﺪﻡ ﻣﺮاﻋﺎﺓ ﻫﺬا اﻟﺘﺮﺗﻴﺐ، ﻓﻜﺜﻴﺮﻭﻥ ﻳﻘﻔﺰﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﺪﺭﺟﺎﺕ اﻟﻌﻼ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺮاﻋﻮا اﻟﺘﺪﺭﺝ ﻭاﻟﺘﺮﺗﻴﺐ، ﻓﺘﻮﺟﺪ ﻫﺬﻩ اﻟﻨﺘﻮءاﺕ اﻟﺸﺎﺫﺓ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺴﺐ ﺯﻭﺭا ﺇﻟﻰ اﻟﺴﻠﻔﻴﻴﻦ.
ﻗﺎﻝ اﻟﻌﻠﻤﺎء: 
ﻣﻦ ﺗﺮﻙ اﻷﺻﻮﻝ ﺣﺮﻡ اﻟﻮﺻﻮﻝ.
ﻳﻌﻨﻲ: ﺃﻥ اﻷﺻﻮﻝ ﻫﻲ اﻷﺳﺎﺱ اﻟﺬﻱ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺒﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺒﻨﻴﺎﻥ، ﻓﻤﻦ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻳﺤﺮﻡ ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ اﻟﻐﺎﻳﺔ ﻭاﻟﻬﺪﻑ اﻟﺬﻱ ﻳﺮﻭﻣﻪ، ﻓﺤﻖ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻟﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺼﺪﻩ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﻠﻢ ﻳﺘﺤﺮاﻩ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﺘﺒﻠﻎ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻓﻮﻗﻪ، ﻭﻳﺘﻬﻴﺄ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ اﻟﺪﺭﺟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺒﻠﻎ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ.(المقدم)
قال العلماء-رحمهم الله تعالى-:
طالب العلم : ﺳﻠﻢ ﺫﻭ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﻭﻣﺮاﺗﺐ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﻌﺪﻳﻬﺎ، ﻓﻤﻦ ﺗﻌﺪاﻫﺎ ﻓﻘﺪ ﺗﻌﺪﻯ ﺳﻴﺮﺓ اﻟﺴﻠﻒ اﻟﺼﺎﻟﺢ، ﻭﻣﻦ ﺗﻌﺪﻯ ﺳﺒﻴﻠﻬﻢ ﻋﺎﻣﺪا ﺿﻞ، ﻭﻣﻦ ﺗﻌﺪاﻫﺎ ﻣﺠﺘﻬﺪا ﺯﻝ، ﻓﻼﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ، ﻭﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺣﻠﻴﺔ.
ﻓﺎﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻫﻲ:
ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻨﻬﺞ ﻣﺤﺪﺩ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻮﻡ ﺗﺪﺭﺳﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﻴﺦ، ﻭﻻ ﺗﻨﺸﻐﻞ ﺑﻐﻴﺮﻩ، ﻭﺗﻮاﺻﻞ ﻓﻴﻪ اﻟﻠﻴﻞ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﺭ ﻣﺠﺘﻬﺪا.
ﻭاﻟﻤﺮﺣﻠﻴﺔ ﻫﻲ: اﻟﺠﺪﻭﻝ اﻟﺰﻣﻨﻲ،
ﻳﻌﻨﻲ: ﺃﻥ اﻟﻤﻬﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻨﺠﺰﻫﺎ ﻻ ﺗﻌﺪ ﻧﺎﺟﺤﺎ ﺇﻻ ﺇﺫا ﺃﻧﺠﺰﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻣﻨﺎﺳﺐ، ﻻ ﺃﻥ ﺗﻤﺮ ﺳﻨﻮاﺕ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺤﺼﻞ ﺗﻘﺪﻡ ﻳﺬﻛﺮ ﻓﺈﻥ ﻫﺬا ﻣﻦ اﻷﺧﻄﺎﺭ.

في اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﻥ اﻟﺮﺑﺎﻧﻲ اﻟﺬﻱ ﻳﻌﻠﻢ اﻟﻨﺎﺱ ﺻﻐﺎﺭ اﻟﻌﻠﻢ ﻗﺒﻞ ﻛﺒﺎﺭﻩ، ﻳﻌﻨﻲ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﺘﺪﺭﻳﺞ، ﻳﺒﺪﺃ اﻟﻄﻼﺏ ﺑﺎﻟﺘﺪﺭﻳﺞ، ﻟﻴﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﻄﻼﺏ، ﻻ ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺘﻪ ﻫﻮ؛ ﻷﻧﻪ ﺇﺫا ﺟﺎءﻙ اﻟﻄﺎﻟﺐ اﻟﻤﺒﺘﺪﺉ ﺗﺒﺪﺃ ﺑﻪ ﺑﺎلمتون اﻟﺼﻐﻴﺮﺓ، ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﺘﺮﻗﻰ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺗﺒﺔ اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﻴﻦ، ﺛﻢ ﻣﺮﺗﺒﺔ اﻟﻤﻨﺘﻬﻴﻦ، ﻭﻟﻜﻞ ﻃﺒﻘﺔ ﻣﻦ ﻃﺒﻘﺎﺕ اﻟﻤﺘﻌﻠﻤﻴﻦ ﻛﺘﺐ ﺗﻨﺎﺳﺒﻬﻢ، ﻓﻴﻌﻠﻢ ﺻﻐﺎﺭ اﻟﻌﻠﻢ ﻗﺒﻞ ﻛﺒﺎﺭﻩ، ﻭﺑﻌﺾ ﻣﻦ ﻳﻨﺘﺴﺐ ﺇﻟﻰ اﻟﻌﻠﻢ -ﻭﻫﺬا ﻣﻦ ﺧﻼﻝ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻣﻊ اﻷﺳﻒ- ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺘﻪ ﻫﻮ، ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﻫﻮ، ﻭﻳﻐﻔﻞ ﻋﻦ ﺣﺎﺟﺔ اﻟﻄﺎﻟﺐ، ﻫﻮ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻊ اﻟﻜﺘﺎﺏ اﻟﻔﻼﻧﻲ، ﻫﺬا اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻣﺒﺘﺪﺉ ﺃﻭ ﻣﺘﻮﺳﻂ، ﻣﺤﺪﺙ ﻳﻘﻮﻝ: ﻭاﻟﻠﻪ ﺃﻧﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﺳﻤﻊ ﻋﻠﻞ اﻟﺪاﺭﻗﻄﻨﻲ ﺗﻌﺎﻝ اﻗﺮﺃ ﻳﺎ ﻭﻟﺪﻱ ﻋﻠﻞ اﻟﺪاﺭﻗﻄﻨﻲ، اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻻ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎﺏ، ﻫﻞ ﻫﺬا ﻣﻦ اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻟﻠﻄﺎﻟﺐ؟ ﻫﻞ ﻫﺬا ﻣﻦ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻟﺼﻐﺎﺭ اﻟﻌﻠﻢ ﻗﺒﻞ ﻛﺒﺎﺭﻩ، ﻫﻞ ﻫﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﺑﺎﻧﻴﺎ؟ ﻻ، ﻳﺄﺗﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ: ﺑﺪﻱ ﺃﻗﺮﺃ، ﻭاﻟﻠﻪ ﺃﻧﺎ ﺷﻴﺦ اﻹﺳﻼﻡ ﺃﺣﺐ ﺷﻴﺦ اﻹﺳﻼﻡ، ﻳﻘﻮﻝ: ﻳﺎ اﻟﻠﻪ ﻫﺎﺕ ﺩﺭء ﺗﻌﺎﺭﺽ اﻟﻌﻘﻞ ﻭاﻟﻨﻘﻞ ﻭﺇﻻ ﻧﻘﺾ اﻟﺘﺄﺳﻴﺲ، ﻭﺇﻻ ﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻻ، ﻻ ﻫﺬا ﻟﻴﺲ ﺑﻨﺼﺢ ﺃﺑﺪا ﻟﻠﻄﺎﻟﺐ، ﻳﻌﻨﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﻠﻢ ﺃﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﻠﺤﺘﻪ ﻫﻮ، ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﻠﺤﺔ اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻓﻴﺮﺑﻲ اﻟﻄﻼﺏ ﺑﺼﻐﺎﺭ اﻟﻌﻠﻢ. [الخضير]
وﻻ شك أﻥ ﻣﻔﺘﺎﺡ اﻟﻬﺪاﻳﺔ ﺇﻟﻰ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﻘﻮﻳﻢ ﻫﻮ اﻟﻌﻠﻢ ﻭاﻟﺘﺸﺒﻊ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ؛ ﻷﻥ اﻟﻌﻠﻢ ﻫﻮ اﻟﻤﺨﺮﺝ ﻣﻦ اﻟﻔﺘﻦ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻮﺝ ﺑﻬﺎ ﻫﺬا اﻟﺰﻣﺎﻥ ﻟﻜﻨﻨﺎ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻧﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﻃﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﻧﻘﻊ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺧﻄﺎء اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻌﻞ اﻟﺴﻨﻮاﺕ ﺗﻤﺮ ﺩﻭﻥ ﺟﺪﻭﻯ ﺃﻭ ﺩﻭﻥ اﻟﺤﺼﻴﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﻧﺤﺼﻠﻬﺎ .
ﺃﺑﺪﺃ ﺃﻭﻻ ﺑﺒﻴﺎﻥ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﻮاﺋﻖ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﻖ ﻃﺎﻟﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﻋﻦ اﻟﻤﻀﻲ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ.
ﻭﻫﺬﻩ اﻟﻌﻮاﺋﻖ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻟﻜﻦ ﺃﻗﺘﺼﺮ اﻵﻥ على أهمها:
1/ عدم اﻟﺘﺪﺭﺝ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻢ :
ﻃﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﺜﻞ اﻟﺴﻠﻢ، ﻭﻻ ﺑﺪ للاﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺪﺭﺝ ﻓﻲ   اﻟﺼﻌﻮﺩ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﻧﺮﻯ ﺃﺣﺪا ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻳﻨﺎﺯﻉ ﻓﻲ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻣﺮاﻋﺎﺓ ﻣﺒﺪﺃ اﻟﺘﺪﺭﺝ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ؛ ﻷﻥ اﻟﺘﺪﺭﺝ ﻫﻮ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ﻷﺧﺬ اﻟﻌﻠﻢ ﻭﻓﻬﻤﻪ، ﻭاﻟﺘﺪﺭﺝ ﻭاﻟﺘﻤﻬﻞ ﻟﻴﺲ ﺑﺪﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﻮﻝ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺄﺧﻮﺫ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ؛ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: {ﻭﻗﺮﺁﻧﺎ ﻓﺮﻗﻨﺎﻩ ﻟﺘﻘﺮﺃﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺚ ﻭﻧﺰﻟﻨﺎﻩ ﺗﻨﺰﻳﻼ}
قوله: (ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺚ) ﻳﻌﻨﻲ: ﻋﻠﻰ ﺗﻤﻬﻞ، ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭﻗﺎﻝ اﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭا ﻟﻮﻻ ﻧﺰﻝ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﺟﻤﻠﺔ ﻭاﺣﺪﺓ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻨﺜﺒﺖ ﺑﻪ ﻓﺆاﺩﻙ ﻭﺭﺗﻠﻨﺎﻩ ﺗﺮﺗﻴﻼ}.
2/ من آفات التعلم: 
ﻫﻢ اﻟﻤﺘﻌﻠﻢ ﺻﺮﻑ ﻭﺟﻮﻩ اﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻪ.
قال ابن ﻣﺴﻌﻮﺩ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ:[ﻻ ﺗﻌﻠﻤﻮا اﻟﻌﻠﻢ ﻟﺜﻼﺙ:
1 - ﻟﺘﻤﺎﺭﻭا ﺑﻪ اﻟﺴﻔﻬﺎء.
2 - ﺃﻭ ﻟﺘﺠﺎﺩﻟﻮا ﺑﻪ اﻟﻔﻘﻬﺎء.
3 - ﺃﻭ ﻟﺘﺼﺮﻓﻮا ﺑﻪ ﻭﺟﻮﻩ اﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻜﻢ.
ﻭاﺑﺘﻐﻮا ﺑﻘﻮﻟﻜﻢ ﻭﻓﻌﻠﻜﻢ ﻣﺎﻋﻨﺪ اﻟﻠﻪ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﻘﻰ ﻭﻳﺬﻫﺐ ﻣﺎ ﺳﻮاﻩ]
- ﻭﻫﺬﻩ ﺑﻌﺾ ﺁﻓﺎﺕ اﻟﺘﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ:
ﻭﻫﻲ ﻛﻮﻥ ﻫﻢ اﻟﻤﺘﻌﻠﻢ ﺻﺮﻑ ﻭﺟﻮﻩ اﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻫﺬا ﺃﻣﺮ ﺧﻄﻴﺮ ﻭﻣﺮﺽ ﻓﻲ اﻟﻘﻠﺐ ﺷﺮﻩ ﻣﺴﺘﻄﻴﺮ ﻭﻋﻠﻴﻪ:
ﻓﻼ ﻳﻜﻦ ﻫﻤﻚ ﺃﻥ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻴﻚ اﻟﻨﺎﺱ.
ﻭﺃﻥ ﺗﺴﻠﻂ ﻋﻠﻴﻚ اﻷﺿﻮاء ﻭﺗﻠﺘﻘﻲ ﺑﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻮاء.
ﻭﺃﻥ ﺗﺬﻛﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ ﺑﺎﻟﺤﻔﻆ ﻭاﻟﻔﻬﻢ ﻭاﻟﻤﻨﻄﻖ.
3/ من آفات طلب العلم: 
عدم العمل بما يعلم  :
وصية ﻣﺸﻔﻖ:
- ﺃﺧﻲ اﻟﻤﺴﻠﻢ: ﻻ ﻳﻜﻦ ﻫﻤﻚ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻢ ﻫﻮ ﺟﻤﻊ اﻟﻜﺘﺐ، ﻭﺣﻔﻆ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﻭﺿﺒﻂ المتون، ﻭﻧﻴﻞ اﻟﺸﻬﺎﺩاﺕ، ﻭﺃﺧﺬ اﻹﺟﺎﺯاﺕ ﺩﻭﻥ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﺎ ﺗﺴﻤﻊ ﺃﻭ ﺗﻘﺮﺃ ﻓﺘﻜﺜﺮ ﻣﻦ ﺣﺠﺞ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻭﺑﺎﻻ ﻋﻠﻴﻚ.
- ﺃﻣﺜﻠﺔ ﻭاﻗﻌﻴﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ اﻟﺴﻠﻒ:
- اﻟﻤﺜﺎﻝ اﻷﻭﻝ: ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ -ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: ﻛﻨﺎ ﻧﺘﻌﻠﻢ اﻟﻌﺸﺮ ﺁﻳﺎﺕ ﻻ ﻧﺘﺠﺎﻭﺯﻫﻦ ﺣﺘﻰ ﻧﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ.
- اﻟﻤﺜﺎﻝ اﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﻧﺼﻠﻲ ﻣﻊ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﻮﻡ: اﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ ﻛﺒﻴﺮا، ﻭاﻟﺤﻤﺪ اﻟﻠﻪ ﻛﺜﻴﺮا، ﻭﺳﺒﺤﺎﻥ اﻟﻠﻪ ﺑﻜﺮﺓ ﻭﺃﺻﻴﻼ. ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ: ﻣﻦ اﻟﻘﺎﺋﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﻛﺬا ﻭﻛﺬا؟) ﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﻮﻡ: ﺃﻧﺎ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ! ﻗﺎﻝ: (ﻋﺠﺒﺖ ﻟﻬﺎ! ﻓﺘﺤﺖ ﻟﻬﺎ ﺃﺑﻮاﺏ اﻟﺴﻤﺎء).
- ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﻋﻤﺮ: ﻓﻤﺎ ﺗﺮﻛﺘﻬﻦ ﻣﻨﺬ ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ -ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻳﻘﻮﻝ ﺫﻟﻚ. ﺭﻭاﻩ ﻣﺴﻠﻢ
- اﻟﻤﺜﺎﻝ اﻟثالث: ﻋﻦ ﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ اﺑﻦ اﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ، ﻋﻦ ﺃﺑﻴﻪ: ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ -ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-، ﻗﺎﻝ: (ﻧﻌﻢ اﻟﺮﺟﻞ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻠﻲ ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻞ).
ﻗﺎﻝ ﺳﺎﻟﻢ: ﻓﻜﺎﻥ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻨﺎﻡ ﻣﻦ اﻟﻠﻴﻞ ﺇﻻ ﻗﻠﻴﻼ) ﺭﻭاﻩ ﻣﺴﻠﻢ.
- اﻟﻤﺜﺎﻝ اﻟرابع: ﻋﻦ اﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ، ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺃﻭﺱ، ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻋﻨﺒﺴﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﺮﺿﻪ اﻟﺬﻱ ﻣﺎﺕ ﻓﻴﻪ ﺑﺤﺪﻳﺚ ﻳﺴﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻗﺎﻝ ﺳﻤﻌﺖ ﺃﻡ ﺣﺒﻴﺒﺔ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ -ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻳﻘﻮﻝ: (ﻣﻦ ﺻﻠﻰ اﺛﻨﺘﻲ ﻋﺸﺮﺓ ﺭﻛﻌﺔ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻭﻟﻴﻠﺔ ﺑﻨﻲ ﻟﻪ ﺑﻬﻦ ﺑﻴﺖ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ).
- ﻗﺎﻟﺖ ﺃﻡ ﺣﺒﻴﺒﺔ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ: ﻓﻤﺎ ﺗﺮﻛﺘﻬﻦ ﻣﻨﺬ ﺳﻤﻌﺘﻬﻦ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ.
- ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻨﺒﺴﺔ: ﻓﻤﺎ ﺗﺮﻛﺘﻬﻦ ﻣﻨﺬ ﺳﻤﻌﺘﻬﻦ ﻣﻦ ﺃﻡ ﺣﺒﻴﺒﺔ.
- ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺃﻭﺱ: ﻣﺎ ﺗﺮﻛﺘﻬﻦ ﻣﻨﺬ ﺳﻤﻌﺘﻬﻦ ﻣﻦ ﻋﻨﺒﺴﺔ.
- ﻗﺎﻝ اﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺳﺎﻟﻢ: ﻣﺎ ﺗﺮﻛﺘﻬﻦ ﻣﻨﺬ ﺳﻤﻌﺘﻬﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺃﻭﺱ. ﺭﻭاﻩ ﻣﺴﻠﻢ.
ﻓﻠﻌﻠﻚ ﻳﺎﺃﺧﻲ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﺗﻘﺘﺪﻱ ﺑﻬﻢ ﻭﻻﺗﺘﺮﻙ ﻫﺬﻩ اﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺗﺴﻤﻌﻬﺎ.
4/ من آفات طلب العلم
الأشتغال بالمطوﻻت وترك المختصرات :
فطالب العلم هو الذي يبدأ في  المتوﻥ ﺑﺎﻟﻤﺨﺘﺼﺮاﺕ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻄﻮﻻت ﻷن ﻃﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﻛﺎﻟﺴﻠﻢ ﺇﻟﻰ اﻟﺴﻘﻒ،ﻳﺒﺪﺃ ﻓﻴﻪ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﺩﺭﺟﺔ، ﺛﻢ ﻳﺼﻌﺪ ﺩﺭﺟﺔ ﺩﺭﺟﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻠﻎ اﻟﻐﺎﻳﺔ، ﻭﻗﻮﻟﻲ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻠﻎ اﻟﻐﺎﻳﺔ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﺃﻥ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻜﻞ ﺷﻲ ﻋﻠﻤﺎ ﻫﺬا ﻻ ﻳﻤﻜﻦ: (ﻭﻓﻮﻕ ﻛﻞ ﺫﻱ ﻋﻠﻢ ﻋﻠﻴﻢ) ﺣﺘﻰ ﻳﻨﺘﻬﻲ اﻟﻌﻠﻢ ﺇﻟﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﺎﻷﻫﻢ ﻓﺎﻷﻫﻢ، ﻭﻳﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﻤﺨﺘﺼﺮاﺕ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻄﻮﻻﺕ .
طالب العلم : ﺳﻠﻢ ﺫﻭ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﻭﻣﺮاﺗﺐ ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﻌﺪﻳﻬﺎ، ﻓﻤﻦ ﺗﻌﺪاﻫﺎ ﻓﻘﺪ ﺗﻌﺪﻯ ﺳﻴﺮﺓ اﻟﺴﻠﻒ اﻟﺼﺎﻟﺢ، ﻭﻣﻦ ﺗﻌﺪﻯ ﺳﺒﻴﻠﻬﻢ ﻋﺎﻣﺪا ﺿﻞ، ﻭﻣﻦ ﺗﻌﺪاﻫﺎ ﻣﺠﺘﻬﺪا ﺯﻝ، ﻓﻼﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ، ﻭﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺮﺣﻠﻴﺔ.
5/ من آفات الطلب 
ترك حفظ المتون  :
وحفظ المتون ﻫﻮ ﻣﺴﻠﻚ ﺃﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻻ ﻳﻌﺮﻑ اﻟﺘﺰﻫﻴﺪ   ﻓﻲ اﻟﺤﻔﻆ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻌﺼﺮ ﻭﻫﻮ ﻋﺼﺮ اﻟﺘﻌﺎﻟﻢ ﻭﻋﺼﺮ اﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ اﻟﻤﺤﺪﺛﺔ، ﻭﺇﻻ ﺃﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻫﺬﻩ اﻷﻣﻮﺭ، ﻭﺇﺫا ﻧﻈﺮﺕ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ ﺃﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻭﺗﺮاﺟﻢ اﻟﻌﻠﻢ ﻋﺮﻓﺖ ﻣﺎ ﺫﻛﺮﺗﻪ ﻟﻚ، ﻭﺇﻻ اﻟﺰاﺩ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻛﻠﻬﻢ ﻳﻜﻤﻞ، اﻟﺰاﺩ ﻭاﻟﺒﻠﻮﻍ ﻣﻜﻤﻼﻥ، ﺛﻢ ﻫﻤﺎ ﻣﺮﺗﻜﺰاﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻮﻝ اﻟﻔﻘﻪ، ﻓﺄﺻﻮﻝ اﻟﻔﻘﻪ ﻣﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ .. ﺇﺫا ﺗﺮاﺑﻄﺖ اﻟﻌﻠﻮﻡ، ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻓﺼﻠﻬﺎ ﻫﺬا ﻣﻦ اﻟﻤﺤﺪﺛﺎﺕ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻮﺛﻖ ﻓﻲ ﻋﻠﻤﻪ اﻟﺒﺘﺔ ﻭﻻ ﻳﺤﻞ ﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻔﺘﻴﻪ.[الحازمي]
اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﻣﺘﻮﻥ اﻟﻔﻘﻪ ﻭﻣﺘﻮﻥ اﻟﻌﻠﻢ ﺃﻟﻔﻬﺎ ﻋﻠﻤﺎء ﺃﺟﻼء، ﻭﻣﻦ اﻟﺨﻄﺄ ﺃﻥ ﻳﻈﻦ اﻟﻈﺎﻥ ﺃﻥ ﺃﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻤﻌﺮﻭﻓﻴﻦ ﺑﺎﻟﻮﺭﻉ ﻭاﻟﺼﻼﺡ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻫﻢ، ﻓﺎﻟﺒﻌﺾ ﻳﻘﻮﻝ: ﻫﺬﻩ ﺁﺭاء ﻭاﺟﺘﻬﺎﺩاﺕ، اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ ﻓﻬﻲ ﻣﻨﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺻﻮﻝ، ﻭﻟﻮ ﺗﺄﻣﻠﺖ اﻵﻥ المتون اﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﻭﺃﻣﻌﻨﺖ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﺭﻛﺰﺕ ﻓﻲ اﻷﺩﻟﺔ اﻟﻤﺴﺘﻨﺒﻄﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻫﺬﻩ اﻷﺣﻜﺎﻡ، ﻟﻮﺟﺪﺕ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﺃﺻﻞ ﺻﺤﻴﺢ ﺷﺮﻋﻲ، ﻟﻜﻦ ﺗﺨﺘﻠﻒ اﻷﻧﻈﺎﺭ ﻫﻞ ﻫﺬا اﻷﺻﻞ ﺃﻭﻟﻰ ﺃﻭ ﺫاﻙ؟ ﻓﻬﻢ اﻵﻥ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻧﻊ اﻟﺠﻤﻊ، ﻓﺈﻥ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻴﻪ ﻧﻬﻲ ﻋﻦ اﻟﺠﻤﻊ، ﻟﻜﻦ ﻗﺪ ﻳﺮﺩ  .[الخضير]
وصيتي ﻟﻄﻼﺏ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺬﻳﻦ ﻓﺎﺗﻬﻢ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ، ﻭﻟﻮ ﺗﺨﺮﺟﻮا ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ، ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﻛﺘﺐ اﻟﻤﺒﺘﺪﺋﻴﻦ ﻭﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﺠﺰﻫﺎ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﻭاﺣﺪ، ﻫﺬا ﻻ ﻳﻀﺮﻩ، ﻛﺘﺐ اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﻴﻦ ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﺗﻨﺘﻬﻲ، ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﺪﺩ اﻟﺨﻠﻞ اﻟﺬﻱ ﻋﻨﺪﻩ، ﺳﺪﺩ اﻟﺨﻠﻞ ﻭﻳﺘﺎﺑﻊ ﺗﻌﻠﻴﻤﻪ.  [الخضير]
هل يدرس طالب العلم المبتدئ البخاري؟
ويدرس ﺻﺤﻴﺢ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻭﺟﻪ، ﻫﺬا ﺇﺫا ﺗﺠﺎﻭﺯ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺣﻔﻆ المتون اﻷﻭﻟﻰ، اﻷﺭﺑﻌﻴﻦ ﺛﻢ اﻟﻌﻤﺪﺓ ﺛﻢ اﻟﺒﻠﻮﻍ ﺃﻭ اﻟﻤﺤﺮﺭ، ﺣﻴﻨﺌﺬ ﻳﺘﺴﻨﻰ ﻟﻪ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻳﺠﻌﻠﻪ ﻫﻮ ﺩﻳﺪﻧﻪ .[الخضير]
أن طالب اﻟﻌﻠﻢ ﻭاﻟﻮاﻋﻆ ﻭاﻟﻤﻌﻠﻢ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺮاﻋﻲ ﺃﺣﻮاﻝ اﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﻭﺃﺣﻮاﻝ اﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻳﻌﻄﻴﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻮﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ، ﻭﻻ ﻳﻠﻘﻰ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﺻﻠﻮا ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻓﻠﻮ ﺃﺗﻴﺖ ﻋﻨﺪ ﻃﻠﺒﺔ ﻋﻠﻢ ﻣﺒﺘﺪﺋﻴﻦ، ﻓﻼ ﺗﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻏﺮاﺋﺐ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺇﻻ اﻟﺮاﺳﺨﻮﻥ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻢ، ﺑﻞ ﺗﻌﻠﻤﻬﻢ ﻣﺒﺎﺩﺉ ﻣﺒﺴﻄﺔ ﺳﻬﻠﺔ ﻳﺘﺪﺭﺟﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ، ﻻ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻃﺎﻟﺐ ﻣﺒﺘﺪﺉ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺃ ﻓﻲ "ﺻﺤﻴﺢ اﻟﺒﺨﺎﺭﻱ"، ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻫﺬا اﻟﺤﺪ ﻟﻜﻦ ﻟﻘﻨﻪ "اﻷﺭﺑﻌﻴﻦ اﻟﻨﻮﻭﻳﺔ"، ﻭاﻷﺣﺎﺩﻳﺚ اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ، ﻭﺷﺮﻭﻁ اﻟﺼﻼﺓ، ﻭﺃﺣﻜﺎﻡ اﻟﻄﻬﺎﺭﺓ، ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮﻩ، ﻭﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﺒﺘﺪﺉ ﺑﻌﻠﻢ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻻ ﺗﺄﻣﺮﻩ ﺑﻘﺮاءﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﺳﻴﺒﻮﻳﻪ؟، ﻟﻜﻦ ﺗﺄﻣﺮﻩ ﺑﻘﺮاءﺓ "اﻷﺟﺮﻭﻣﻴﺔ"، ﻭﻣﺴﺎﺋﻞ ﻣﺒﺴﻄﺔ، ﻳﺪﺧﻞ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭاﻟﻨﺤﻮ، ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺃﻟﻒ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻟﻤﺨﺘﺼﺮاﺕ ﻭاﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺎﺕ ﻭاﻟﻤﻄﻮﻻﺕ، ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﻥ ﻃﺎﻟﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﻳﻤﺸﻲ ﻣﺮاﺣﻞ، ﺷﻴﺌﺎ ﻓﺸﻴﺌﺎ، اﻟﺤﺎﺻﻞ: ﺃﻥ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻟﻪ ﺷﻲء، ﻭﻛﻞ ﻣﻘﺎﻡ ﻟﻪ ﻣﻘﺎﻝ.[الفوزان]
_  _  _  _  _  _  _  _  _  _  _  _  _  _  _  _  _  _  _  _  _  _  _  _







المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
ﺇﻥ اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ، ﻧﺤﻤﺪﻩ ﻭﻧﺴﺘﻌﻴﻨﻪ ﻭﻧﺴﺘﻐﻔﺮﻩ، ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺷﺮﻭﺭ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ، ﻭﺳﻴﺌﺎﺕ ﺃﻋﻤﺎﻟﻨﺎ، ﻣﻦ ﻳﻬﺪﻩ اﻟﻠﻪ ﻓﻼ ﻣﻀﻞ ﻟﻪ، ﻭﻣﻦ ﻳﻀﻠﻞ ﻓﻼ ﻫﺎﺩﻱ ﻟﻪ.
ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻠﻪ، ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ، ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪا ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين؛
أما بعد:
هذه بداية لمقدمة
أسأل الله جلّ وعلا أن ينفعنا بما مضى وأن ينفعنا بما سيأتي وأن يثبته في قلوبنا، وأن يمنّ علينا بالعمل بما علمنا وأن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين وأسأله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى العظيمة الجليلة وأن يمنّ علينا بالبصيرة في كلّ ما نأتي وما نذر وأن يجنبنا سلوك غير سبيل سلف هذه الأمة في كل أحوالنا إنّه جواد كريم. وبمناسبة هذه البداية نذكر بشأن المقدمة (3) مصطلحات ينبغي على طالب العلم معرفتها وهي تخص عنوان المجموعة متون طالب العلم .
1/المتون
2/طالب العلم
3/العلم
الدرس الأول سنأخذ أن شاء الله تعالى (معنى المتون)
وتعريفه وأقسامه وأهميته .....
الدرس الأول (( تعريف المتن ))
----------(1)
لغة: المتن بفتح الميم  يطلق المتن في اللغة على عدة معانٍ منها أنسبها ( اللفظ )
اصطلاحاً: جرى إطلاقه عند أهل العلم على مبادئ فن من الفنون تكثف في رسائل صغيرة غالباً وهي تخلو في العادة من كل مايؤدي إلى الاستطراد أو التفصيل كالشواهد والأمثلة إلا في حدود الحاجة  ، لذلك عدت المتون أقل ألفاظاً الأحسن في ذاتها والأكثر قبولاً .
وعرف صاحب " قصد السبيل "بأنه: الكتاب الأصلي الذي يكتب فيه أصول المسائل ، وعُرّف بأنه: خلاف الشرح والحواشي.
مسألة: لماذا سموا به في الاصطلاح هذه المختصرات العلمية ؟
لأنها تتضمن المسائل الأساسية للركوب   والحمل".
أقسام المتون:
تنقسم المتون إلى قسمين:
1 ـ متون منثورة ، وهي الأكثر.
2 ـ متون منظومة في أبيات الشعر يسمى الشعر التعليمي ، وتكون غالباً من بحر الرجز ، وقد تكون من غيره. والرجز بحر معروف من بحور الشعر ، وتسمى قصائده الأراجيز واحدتها أرجوزة ويسمى قائله راجزاً. وإنما سمي الرجز رجزاً لأنه تتوالى فيه حركة وسكون ، ثم حركة وسكون ، وهو يشبه في هذا بالرجز في رجل الناقة ورعدتها ، وهو أن تتحرك وتسكن .
---------------------------(2)--←
وهذا النوع من النظم " الشعر التعليمي " نظم علمي يخلو من العواطف ،والأخيلة ،ويقتصر على الأفكار ، والمعلومات ،والحقائق العلمية المجردة.
وهذه المنظومات العلمية تنقسم إلى قسمين:
1 ـ منظومات في علم معين استقلالاً ، كألفية ابن مالك في النحو .
2 ـ منظومات لمتن معين مثل ألفية العراقي نظم مقدمة ابن الصلاح .
والمتون موجودة من قديم الزمان ،ولكنها لم تعرف بهذا الاسم ، بل باسم المختصرات ،مثل مختصر الخرقي . وكان الغرض منها حكيماً :
وهو جمع المسائل الأولية البسيطة في متون صغيرة ، بعبارة سهلة ، لتكون بداية لشُداة الفقه على نحو الآجرومية في علم النحو.
لكنها لم تستمر كذلك ، بل بالغ بعض المتأخرين في إيجاز بعض المتون إلى درجة الإلغاز ،ولكن هذا الصنف غير مراد في بحثنا هذا.
وقد اقتضت الحاجة التعليمية وجود منهج يسير عليه الطالب ، وهو:
1 ـ المتن الذي هو الأساس الذي يبني عليه الطالب علمه في كل فن بحسبه.
2 ـ شرح لهذا المتن.
3 ـ حاشية وتقرير على هذا الشرح.
--------------------------(3)---
ما أنتقد به بعض المتون ؟
1/اقتصروا على حفظ ماقلّ لفظه ، ونذر خطه ، فأفنوا أعمارهم في حلّ رموزه ، وفهم لغوزه ، ولم يصلوا لرد مافيه لأصوله بالتصحيح ، فضلاً عن معرفة الصحيح من الضعيف ، بل حل مقفل ، وفهم مجمل.
2/ ومنها أنهم لما أغرقوا في الاختصار ، صار لفظ المتن ألغاز تحتاج للشروح والحواشي ، ففات المقصود الذي لأجله وقع الاختصار ، وهو جمع الأسفار في سفر وتقريب المسافة ، وتخفيف المشاق ، وتكثير العلم ، وتقليل الزمن ، بل انعكس الأمر إذ كثرت المشاق في فتح الإغلاق ،وضاع الزمن من غير ثمن.. إلخ "
3/وانتقدت أيضاً بأن المهتمين بها في النهاية أعجز من غيرهم في التطبيق وتذوق النصوص
والجواب على هذه الأنتقادات:
1/انها في بعض المتون وليس كلها .
2/إن الغموض الذي عيبت به بعض المتون ليس مما يعاب بل هو في الحقيقة مدح لها ﻻقدح فيها ﻷنه ﻻيستوي من يحصل العلم بيسر وسهولة ومن يحصله بكد ومشقة وعناء وأين مستوى هذا من ذاك؟ وبهذا يشرف قدر العالم وتفضل منزلته .
قال الخليل بن أحمد-رحمه الله-:(من الأبواب مالو شئنا ان نشرحه حتى يستوي فيه القوي والضعيف لفعلنا ولكن يجب أن يكون للعالم مزية بعدنا) .
---------------------------(4)--الفائدة التي تعود على الطالب في حفظ ودراسة المتون:
1- عمقا علمياً يتجلى في كثرة المعلومات ،وتنوعها ، وترتيبها ترتيباً محكماً.
2 ـ إضافة إلى مافيها من الفوائد ، والإضافات التي لا توجد في المطولات.
3 ـ تكوين صورة مجملة للفن الذي ألفت فيه ، يستطيع الطالب الإحاطة بها في زمن قليل ، وماهي إلا مدخل للعلوم ، وليست هي الغاية وإليها النهاية ، بل هي الأساس والبداية.
4 ـ إن العلم الذي فيه المتون ، أكثر منه فيما تلاها من المؤلفات الحديثة وأعظم فائدة.
5 ـ هذه المتون يحتاج الدارس لها إلى الصبر ، والجد والاجتهاد في فهمها ، ويكوّن هذا الجد والاجتهاد ملكة لا توجد لغير دارسها.
6 -المتون تجمع حقائق العلم في ورقات يسهل حفظها ،ويسهل استحضارها في الدروس ، والمناسبات.
7-  العالم إنما يمتاز بفهم الغامض ، وإدراك البعيد , وحلّ المستغلق ،وذلك لا يكون إلا بتعويد المرء على المتون ليمرن عقله على حل مايماثلها ، وكما أن المرء الرياضي لا يكون قوياً على حمل الأثقال إلا بالتعود على حمل أحمال ثقيلة متدرجاً في ذلك , كذلك لا يكون عقله قادراً على حل الصعاب إلا إذا عوّد عقه على حلّ مسائل عويصة متدرجاً في ذلك ".
8 ـ الذين يحيطون بالمتون ويتقنونها ولا يشتكون منها أقرب إلى الابتكار وإلى الاجتهاد من غيرهم ، ومن قال إنها غامضة وعميقة قد يكون كلامه هذا من عدم القدرة على الفهم.
9-وجود بعض الناس ممن اعتنى بالمتون ولم يفلح ، لا يحكم به على الأكثر.
10ـ الناظر في تراجم العلماء ، وكيفية طلب العلم بالنسبة لهم ، يدرك تماماً صحة هذه الطريقة
12 ـ هذا الأسلوب من التصنيف يربي فضيلة البحث ، والتمحيص ، وينمي حلية الصبر والاعتماد على النفس ، ويعوّد على دقة الملاحظة. ولا يعتمد على الكتب وحدها. قال الإمام الشافعي:"من دخل في العلم وحده خرج وحده ".
13/ ملخص ذلك هو جمع الأسفار في سفر وتقريب المسافة ، وتخفيف المشاق ، وتكثير العلم ، وتقليل الزمن                                    والتدرج في الطلب وفهم مقدمة للفن الذي يدرس وأستحضاره عند الحاجة .....
---الدرس الثاني[التدرج ]-----(1)------                                                                                                                                                          التدرج مهم وﻻبد لطالب العلم أن يعرف أهميته ﻻن كثيرا من طلاب العلم يعرفون أهمية المتون فيدرسون المتون بدون التدرج فيها فيحدث خلل في طلبه ويخسر السنين ولم يحصل على مقصوده في الطلب .
تعريف التدرج  : هو:" الانتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرى متقدمة ، للبلوغ إلى الغاية المنشودة " .
التدرج في التشريع الإسلامي:
لم تأت الأوامر والنواهي في الشرع المطهر مرة واحد ،وإنما شرعت شيئاً فشيئاً ، فقد بقي صلى الله عليه وسلم في مكة عشر سنين ، يدعو إلى التوحيد وترك عبادة غير الله سبحانه.
فطلب اﻟﻌﻠﻢ ﻣﺜﻞ اﻟﺴﻠﻢ، ﻭﻻ ﺑﺪ للانسان ﺃﻥ ﻳﺘﺪﺭﺝ ﻓﻲ  اﻟﺼﻌﻮﺩ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﻧﺮﻯ ﺃﺣﺪا ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻳﻨﺎﺯﻉ ﻓﻲ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻣﺮاﻋﺎﺓ ﻣﺒﺪﺃ اﻟﺘﺪﺭﺝ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ؛ ﻷﻥ اﻟﺘﺪﺭﺝ ﻫﻮ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﻟﻨﺎﺟﺤﺔ ﻷﺧﺬ اﻟﻌﻠﻢ ﻭﻓﻬﻤﻪ، ﻭاﻟﺘﺪﺭﺝ ﻭاﻟﺘﻤﻬﻞ ﻟﻴﺲ ﺑﺪﻋﺎ ﻣﻦ اﻟﻘﻮﻝ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﺄﺧﻮﺫ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ؛ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: {ﻭﻗﺮﺁﻧﺎ ﻓﺮﻗﻨﺎﻩ ﻟﺘﻘﺮﺃﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺚ ﻭﻧﺰﻟﻨﺎﻩ ﺗﻨﺰﻳﻼ}
قوله: (ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺚ) ﻳﻌﻨﻲ: ﻋﻠﻰ ﺗﻤﻬﻞ، وقوله:{ونزلناه تنزيلاً} أي شيئاً فشيئاً مفرقاً في ثلاث وعشرين سنة.
أي أنزلناه نجماً بعد نجم ولو أخذوا جميع الفرائض في وقت واحد لنفروا.
فوائد التدرج -------------(2)------
للتدرج فوائد كثيرة منها:ـ
1 ـ سهولة العلوم على طالبها إذا سار على هذه الطريقة.
2 ـ الضبط والإتقان للعلم المأخوذ بالتدرج.
3 ـ إن هذه الطريقة تميز بين الطالب المجد من غيره ، وتظهر بواسطتها الفروق الفردية بين الطلبة وتفاوت قدراتهم في التحصيل.
شيء من كلام أهل العلم في التدرج.
قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى في جامع بيان العلم وفضله: "عن يونس بن يزيد قال: قال لي ابن شهاب: يا يونس لا تكابر العلم فإن العلم أودية ، فأيها أخذت فيه قطع بك قبل أن تبلغه ، ولكن خذه مع الأيام والليالي ، ولا تأخذ العلم جملة ؛ فإن من رام العلم جملة ذهب عنه جملة ، ولكن الشيء بعد الشيء مع الأيام والليالي".
وقال:" وروينا عن بن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال:العلم أكثر من أن يحاط به ، فخذوا منه أحسنه".
وقال الخليل بن أحمد: اجعل تعليمك دراسة لك ،واجعل مناظرة العلم تنبيهاً بما ليس عندك ،وأكثر من العلم لتعلم ، وأقلل منه لتحفظ ، وروى عنه أنه قال: أقلوا من الكتب لتتعلموا ، وأكثروا منها لتُعلّموا ".ِ
وقال:" طلب العلم درجات ومناقل ورتب لا ينبغي تعديها ، ومن تعداها جملة فقد تعدى سبيل السلف رحمهم الله ،ومن تعدى سبيلهم عامداً ضل ، ومن تعداه مجتهداً زل.
التدرج ----------------(3)------
شَيْخُ الحَنَابِلَةِ في عَصْرِه ابنُ بَدْرَانَ رَحِمَهُ اللهُ ْيقول:[اعْلَمْ أنَّ كَثِيْرًا مِنَ النَّاسِ يَقْضُوْنَ السِّنِيْنَ الطِّوَالَ في تَعَلُّمِ العِلْمَ، بَلْ في عِلْمٍ وَاحِدٍ، ولا يُحَصِّلُوْنَ مِنْه عَلَى طَائِلٍ، ورُبَّمَا قَضَوْا أعْمَارَهُم فِيْه، ولَمْ يَرْتَقُوا عَنْ دَرَجَةِ المُبْتَدِئِيْنَ، وإنَّمَا يَكُوْنُ ذَلِكَ لأحَدِ أمْرَيْنِ :
أحَدَهُما : عَدَمُ الذَّكَاءِ الفِطْرِيِّ، وانْتِفَاءُ الإدْرَاكِ التَّصَوُّرِي، وهَذَا لا كَلامَ لَنَا فِيْه، ولا فِي عِلاجِه،
والثَّانِي : الجَهْلُ بِطُرُقِ التَّعْلِيْمِ"(المدخل:ﻻبن بدران)
قَالَ ابْنُ أغْنَسَ-رحمه الله-:
مَا أكْثَرَ العِلْمَ ومَا أوْسَعَه مَنَ الَّذِي يَقْدِرُ أنْ يَجْمَعَه إنْ كُنْتَ لا بُدَّ لَهُ طَالِبًا مُحَاوِلاً فالْتَمِسْ أنْفَعه "جَامِعَ بَيَانِ العِلْمِ وفَضْلِه" لابْنِ عَبْدِ البَرِّ .
فَلا يَضِيْقُ صَدْرَكُ يا طَالِبَ العِلْمِ بِمَا هُنَا؛ فَكُلُّ مَا رَسَمْنَاهُ في ( متون طالب العلم )، لَمْ يَكُنْ زَبَدًا يَقْذِفُه طَيْشُ الفِكْرِ، أو رَذَاذَاتٍ يَلْفِظُها رَأسُ القَلَمِ... بَلْ إنَّها مَعَالِمُ سَلَفِيَّةٌ، وتَجَارُبُ عِلْمِيَّةٌ لكثير من العلماء .
قال أحد العلماء:[ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﺘﺪﺭﺝ؛ ﻷﻥ ﻛﺘﺎﺏ ﻭاﺣﺪ ﺇﻥ ﻗﺮﺃﺕ ﻣﻦ اﻟﻜﺒﺎﺭ ﻣﺎ  ﻓﻬﻤﺘﻪ ﺇﻻ ﺑﻘﺮاءﺓ ﻛﺘﺎﺏ ﻗﺒﻠﻪ، ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﺘﺪﺭﺝ ﻓﻲ ﺛﻼﺙ ﻛﺘﺐ ﺃﻭ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻭاﺣﺪﺓ ﺗﻠﻮ اﻵﺧﺮ، ﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ اﻟﻤﺒﺘﺪﻱ، ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ، ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ اﻟﻤﺘﻘﺪﻡ ﻭاﻟﻤﻨﺘﻬﻲ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺫﻛﺮﻧﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ اﻷﻟﻔﻴﺔ، ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺭاﺩﻫﺎ، ﻭﺫﻛﺮﻧﺎﻫﺎ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ﻳﻌﻨﻲ ﻳﻨﺎﺳﺐ اﻟﺘﻘﺪﻳﻢ] .
التدرج ---------------(4)----
فيجب أن ﻳﻘﺪﻡ اﻷﻫﻢ ﻓﺎﻷﻫﻢ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺇﺧﻼﻝ ﻓﻲ اﻟﺘﺮﺗﻴﺐ، ﻓﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﺮاﺽ اﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻴﻨﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﻃﻠﺒﺔ اﻟﻌﻠﻢ ﻫﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻋﺪﻡ ﻣﺮاﻋﺎﺓ ﻫﺬا اﻟﺘﺮﺗﻴﺐ، ﻓﻜﺜﻴﺮﻭﻥ ﻳﻘﻔﺰﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ اﻟﺪﺭﺟﺎﺕ اﻟﻌﻼ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺮاﻋﻮا اﻟﺘﺪﺭﺝ ﻭاﻟﺘﺮﺗﻴﺐ، ﻓﺘﻮﺟﺪ ﻫﺬﻩ اﻟﻨﺘﻮءاﺕ اﻟﺸﺎﺫﺓ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺴﺐ ﺯﻭﺭا ﺇﻟﻰ اﻟﺴﻠﻔﻴﻴﻦ.
ﻗﺎﻝ اﻟﻌﻠﻤﺎء: ﻣﻦ ﺗﺮﻙ اﻷﺻﻮﻝ ﺣﺮﻡ اﻟﻮﺻﻮﻝ.
ﻳﻌﻨﻲ: ﺃﻥ اﻷﺻﻮﻝ ﻫﻲ اﻷﺳﺎﺱ اﻟﺬﻱ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺒﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺒﻨﻴﺎﻥ، ﻓﻤﻦ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻳﺤﺮﻡ ﻣﻦ اﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ اﻟﻐﺎﻳﺔ ﻭاﻟﻬﺪﻑ اﻟﺬﻱ ﻳﺮﻭﻣﻪ، ﻓﺤﻖ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻟﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺼﺪﻩ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻋﻠﻢ ﻳﺘﺤﺮاﻩ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﺘﺒﻠﻎ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻓﻮﻗﻪ، ﻭﻳﺘﻬﻴﺄ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ اﻟﺪﺭﺟﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻴﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺒﻠﻎ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ.
ﻭاﻟﺘﺪﺭﺝ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻳﻦ: اﻷﻭﻝ: ﺃﻥ ﻳﺘﺪﺭﺝ ﺑﻴﻦ اﻟﻔﻨﻮﻥ ﻧﻔﺴﻬﺎ.
ﻭاﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻥ ﻳﺘﺪﺭﺝ ﻓﻲ اﻟﻔﻦ اﻟﻮاﺣﺪ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﻛﻼ اﻷﻣﺮﻳﻦ ﻳﺨﻀﻊ ﻻﺟﺘﻬﺎﺩ اﻟﻤﻌﻠﻢ اﻟﺬﻱ ﻳﻮﺟﻪ اﻟﻄﺎﻟﺐ، ﻭﻃﺒﻴﻌﺔ اﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭاﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭاﻟﻤﻼﺑﺴﺎﺕ، ﻭﻟﺬا ﻓﺈﻥ ﺇﺷﺎﺭاﺕ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ اﻟﺘﺪﺭﺝ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ ﻣﺬاﻫﺒﻬﻢ ﻭﺃﻣﺎﻛﻨﻬﻢ.
التدرج ----------------(5)------
في اﻟﺼﺤﻴﺢ ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﻥ اﻟﺮﺑﺎﻧﻲ اﻟﺬﻱ ﻳﻌﻠﻢ اﻟﻨﺎﺱ ﺻﻐﺎﺭ اﻟﻌﻠﻢ ﻗﺒﻞ ﻛﺒﺎﺭﻩ، ﻳﻌﻨﻲ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﺘﺪﺭﻳﺞ، ﻳﺒﺪﺃ اﻟﻄﻼﺏ ﺑﺎﻟﺘﺪﺭﻳﺞ، ﻟﻴﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﻄﻼﺏ، ﻻ ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺘﻪ ﻫﻮ؛ ﻷﻧﻪ ﺇﺫا ﺟﺎءﻙ اﻟﻄﺎﻟﺐ اﻟﻤﺒﺘﺪﺉ ﺗﺒﺪﺃ ﺑﻪ بالمتون اﻟﺼﻐﻴﺮﺓ، ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﺘﺮﻗﻰ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺗﺒﺔ اﻟﻤﺘﻮﺳﻄﻴﻦ، ﺛﻢ ﻣﺮﺗﺒﺔ اﻟﻤﻨﺘﻬﻴﻦ، ﻭﻟﻜﻞ ﻃﺒﻘﺔ ﻣﻦ ﻃﺒﻘﺎﺕ اﻟﻤﺘﻌﻠﻤﻴﻦ ﻛﺘﺐ ﺗﻨﺎﺳﺒﻬﻢ، ﻓﻴﻌﻠﻢ ﺻﻐﺎﺭ اﻟﻌﻠﻢ ﻗﺒﻞ ﻛﺒﺎﺭﻩ.[الخضير]
وقال محمد عويصة وهو يتكلم عن حياة الشيخ أبن باز رحمه الله تعالى :[ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﺭاﺳﺔ اﻟﺸﻴﺦ ـ ﺭﺣﻤﻪ اﻟﻠﻪ ـ ﻟﻬﺎ ﻧﻈﺎﻣﻬﺎ اﻟﺨﺎﺹ، ﻭﻫﻮ ﻧﻈﺎﻡ اﻟﺘﺪﺭﺝ ﻭاﻟﺒﺪء ﺑﺎﻷﻫﻢ ].
ﻓﺄﻭﻻ: ﺑﺪﺃ ﺑﺪﺭاﺳﺔ اﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻭاﺑﺘﺪﺃﻫﺎ ﺑﺎﻷﺻﻮﻝ اﻟﺜﻼﺛﺔ، ﺛﻢ ﻛﺸﻒ اﻟﺸﺒﻬﺎﺕ، ﺛﻢ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ، ﺛﻢ اﻟﻌﻘﻴﺪﺓ اﻟﻮاﺳﻄﻴﺔ، ﻭﻫﻜﺬا ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ ﺑاﻟﺘﺪﺭﺝ ﻓﻲ اﻟﻤﺘﻮﻥ ﻭﻛﺬﻟﻚ اﻟﻔﺮاﺋﺾ ﻗﺮﺃﻫﺎ ﻣﺮاﺭا ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻨﺤﻮ ﻓﻲ اﻷﺟﺮﻭﻣﻴﺔ ﺛﻢ اﻟﻤﻠﺤﺔ، ﺛﻢ اﻟﻘﻄﺮ، ﺇﻟﺦ] .
الدرس الثالث (اﻟﻌﻠم )-------(1)---
كثير من طلاب العلم ﻻ يعلمون ما هو العلم وما هي أقسامه وفضله، لذا ينبغي معرفة ذلك                                       تعريف العلم: ﻫﻮ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻬﺪﻯ ﺑﺪﻟﻴﻠﻪ، وعرف كذلك بأﻧﻪ ﺇﺩﺭاﻙ اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ، ﻭاﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ بأن اﻟﻤﺮاﺩ بالثاني ﺑﻪ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻠﻐﻮﻱ،ﻳﻌﻨﻲ ﻛﻞ ﻋﻠﻢ، ﻭاﻟﻤﺮاﺩ بالأول اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺸﺮﻋﻲ ، ﻳﻌﻨﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭاﻟﺴﻨﺔ.ﻭﺃﻣﺎ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻬﺪﻯ من غير ﺩﻟﻴﻠﻪ ﻫﻮ اﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﻰ ﺗﻘﻠﻴﺪا، ﻭﻫﺬا ﻟﻴﺲ ﺑﻌﻠﻢ.  (الحازمي)                                                                      ﻓﺎﻟﻌﻠﻢ اﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ اﻟﺜﻨﺎء ﻭاﻟﻤﺪﺡ ﻫﻮ ﻋﻠﻢ اﻟﻮﺣﻲ، ﻋﻠﻢ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ اﻟﻠﻪ ﻓﻘﻂ. ﻭﻗﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :[ﻣﻦ ﻳﺮﺩ اﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺧﻴﺮا ﻳﻔﻘﻬﻪ ﻓﻲ الدين] متفق عليه ﻭﻗﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ [إن اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻟﻢ ﻳﻮﺭﺛﻮا ﺩﻳﻨﺎﺭا ﻭﻻ ﺩﺭﻫﻤﺎ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻭﺭﺛﻮا اﻟﻌﻠﻢ، ﻓﻤﻦ ﺃﺧﺬﻩ ﺃﺧﺬ ﺑﺤﻆ ﻭاﻓﺮ]ص:ج. ﻭﻣﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ اﻟﺬﻱ ﻭﺭﺛﻪ اﻷﻧﺒﻴﺎء ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻢ ﺷﺮﻳﻌﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﻟﻴﺲ ﻏﻴﺮﻩ، ﻓﺎﻷﻧﺒﻴﺎء ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ ﻣﺎ ﻭﺭﺛﻮا ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻋﻠﻢ اﻟﺼﻨﺎﻋﺎﺕ ﻭﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﺎ، ﺑﻞ ﺇﻥ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﻴﻦ ﻗﺪﻡ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺟﺪ اﻟﻨﺎﺱ ﻳﺆﺑﺮﻭﻥ اﻟﻨﺨﻞ ﺃﻱ ﻳﻠﻘﺤﻮﻧﻬﺎ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﻣﻦ ﺗﻌﺒﻬﻢ ﻛﻼﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﺬا ﻓﻔﻌﻠﻮا، ﻭﺗﺮﻛﻮا اﻟﺘﻠﻘﻴﺢ، ﻭﻟﻜﻦ اﻟﻨﺨﻞ ﻓﺴﺪ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﻢ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ:[ﺃﻧﺘﻢ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺸﺆﻭﻥ ﺩﻧﻴﺎﻛﻢ] مسلم . ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺬﻱ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺜﻨﺎء ﻟﻜﺎﻥ اﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻋﻠﻢ اﻟﻨﺎﺱ ﺑﻪ؛ ﻷﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻳﺜﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭاﻟﻌﻤﻞ ﻫﻮ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ. (ابن عثيمين)
العلم الشرعي---------(2)-----
المقصود بالعلم في الآيات والأحاديث هو العلم الشرعي، أمّا اﻟﻌﻠﻮﻡ اﻟﺘﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺸﺮﻋﻴﺔ: ﻭﻫﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺳﻮﻯ ﺫﻟﻚ. ﻭﻫﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻗﺴﺎﻡ :
1/علم محمود: ﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﻪ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﺃﻣﻮﺭ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﺎﻟﻄﺐ ﻭاﻟﺤﺴﺎﺏ. ﻓﺎﻟﻄﺐ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻟﺒﻘﺎء اﻷﺑﺪاﻥ ﻭﺳﻼﻣﺘﻬﺎ،
2/علم مذموم: كتعلم السحر .
3/علم مباح: كتعلم فنون الطبخ
ومن الأمور التي تنبني على هذا الأصل :
1ـ أنه لا يطلق القول عن شيء من العلوم غير العلوم الشرعية: إنها فرض على كل مسلم أو طالب علم، كقول بعضهم : أن ما يسمى بفقه الواقع الذي يدور حول تتبع التحليلات والأخبار من الصحف والمجلات؛هو علم واجب يجب على كل طالب علم تعلمه.
2ـ أن العلم الذي مدحه السلف وأرادوه في كلامهم هو علم الشرع وهو المقصود في مثل قول معاذ: "تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية وطلبه عبادة ومدارسته تسبيح والبحث عنه جهاد وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة وبذله لأهله قربه وهو الأنيس في الوحدة والصاحب في الخلوة والدليل على السراء والمعين على الضراء والوزير عند الأخلاء  والعلم عبادة من العبادات وقربة من القرب فإن أخلصت فيه النية قبل وزكي وتمت بركته، وإن قصد به غير وجه الله تعالى، حبط وضاع وخسرت صفقته وربما تفوته تلك المقاصد و لا ينالها فيخيب قصده ويضيع سعيه" .
----------------(3)-------- --اﻟﻌﻠﻢ: ﻫﻮ ﻧﻘﻞ ﺻﻮﺭﺓ اﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﻣﻦ اﻟﺨﺎﺭﺝ، ﻭﺇﺛﺒﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻔﺲ، ﻛﺘﻌﻠﻢ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭاﻷﺣﻜﺎﻡ ﻭاﻷﺧﻼﻕ. -
اﻟﻌﻤﻞ: ﻫﻮ ﻧﻘﻞ ﺻﻮﺭﺓ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﻨﻔﺲ، ﻭﺇﺛﺒﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺨﺎﺭﺝ، ﻛﺄﺩاء اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﻧﺤﻮﻫﻤﺎ.
ﻭﻗﺪ علم الله  ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺃﺷﻴﺎء، ﻭﻣﻨﻌﻬﻢ ﺃﺷﻴﺎء، ﻭﻫﻮ اﻟﻌﻠﻴﻢ اﻟﺤﻜﻴﻢ.
1 - اﻟﻌﻠﻮﻡ اﻟﻤﻤﻨﻮﺣﺔ: ﻋﻠﻢ اﻟﻠﻪ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻢ، ﻭﻋﻠﻤﻪ اﻟﺒﻴﺎﻥ، ﻭﺃﻗﺪﺭﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ، ﻭﻋﻠﻤﻪ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭاﻵﺧﺮﺓ ﻣﻦ اﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻭاﻟﻌﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺢ، ﻭﺃﻣﻮﺭ اﻟﻜﺴﺐ ﻭاﻟﻤﻌﺎﺵ. ﻭﻋﺮﻓﻪ ﻣﺎ ﻳﻀﺮﻩ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭاﻵﺧﺮﺓ ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺮ، ﻭاﻟﺸﺮﻙ، ﻭاﻟﻤﻌﺎﺻﻲ. ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭﻧﺰﻟﻨﺎ ﻋﻠﻴﻚ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﺗﺒﻴﺎﻧﺎ ﻟﻜﻞ ﺷﻲء ﻭﻫﺪﻯ ﻭﺭﺣﻤﺔ ﻭﺑﺸﺮﻯ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ (89)} [اﻟﻨﺤﻞ: 89].
2- اﻟﻌﻠﻮﻡ اﻟﻤﻤﻨﻮﻋﺔ: ﻃﻮﻯ اﻟﻠﻪ ﻋﻦ اﻟﺒﺸﺮ ﻭﻣﻨﻌﻬﻢ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﻢ، ﻭﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻬﻢ ﺑﻪ، ﻭﻻ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻟﻬﻢ ﻓﻴﻪ، ﻭﻻ ﻧﺸﺄﺗﻬﻢ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻪ. ﻛﻌﻠﻢ اﻟﻐﻴﺐ .. ﻭاﻟﻌﻠﻢ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ .. ﻭاﻟﻌﻠﻢ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ اﻟﻨﺎﺱ .ﻭاﻟﻌﻠﻢ ﺑﻌﺪﺩ اﻟﻘﻄﺮ .. ﻭﻋﺪﺩ اﻟﻨﺒﺎﺕ .. ﻭﻋﺪﺩ اﻟﺬﺭاﺕ .. ﻭﻋﺪﺩ اﻟﻨﺠﻮﻡ .. ﻭﻋﺪﺩ اﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ .. ﻭﻋﺪﺩ اﻷﻧﻔﺎﺱ .. ﻭﻋﺪﺩ اﻟﻜﻠﻤﺎﺕ .. ﻭﻭﻗﺖ ﻗﻴﺎﻡ اﻟﺴﺎﻋﺔ .. ﻭﻭﻗﺖ ﻧﺰﻭﻝ اﻟﻐﻴﺚ .. ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﺣﺠﺐ اﻟﻌﻠﻴﻢ اﻟﺨﺒﻴﺮ ﻋﻠﻤﻪ ﻋﻦ اﻟﺒﺸﺮ، ﻭاﺧﺘﺺ ﺑﻌﻠﻤﻪ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻐﻴﺐ ﻭاﻟﺸﻬﺎﺩﺓ.
ﻓﻤﻦ ﺗﻜﻠﻒ ﻋﻠﻢ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﻇﻠﻢ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺗﺪﺧﻞ ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺆﻣﺮ ﺑﻪ، ﻭﺗﺠﺎﻭﺯ ﻣﺎ ﺣﺪ ﻟﻪ، ﻭﻛﻠﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻃﺎﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﻪ..
--------------------(4)-------ﻓﻀﻞ اﻟﻌﻠﻢ:
ﻓﻀﻴﻠﺔ اﻟﺸﻲء ﻭﺷﺮﻓﻪ ﻳﻈﻬﺮ ﺗﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﻋﻤﻮﻡ ﻣﻨﻔﻌﺘﻪ .. ﻭﺗﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ ..
ﻭﺗﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﻇﻬﻮﺭ اﻟﻨﻘﺺ ﻭاﻟﺸﺮ ﺑﻔﻘﺪﻩ ..
ﻭﺗﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺣﺼﻮﻝ اﻟﻠﺬﺓ ﻭاﻟﺴﺮﻭﺭ ﺑﻮﺟﻮﺩﻩ ..
ﻭﺗﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﻛﻤﺎﻝ ﻭﺣﺴﻦ اﻟﺜﻤﺮﺓ اﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻴﻪ.
ﻭﻫﺬﻩ اﻟﺠﻬﺎﺕ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ﺣﺎﺻﻠﺔ ﻟﻠﻌﻠﻢ. ﻭاﻟﻌﻠﻮﻡ ﻏﺬاء ﻟﻠﻘﻠﻮﺏ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ اﻷﻃﻌﻤﺔ ﻏﺬاء للابدان، ﻭاﻟﻜﻞ ﻣﺘﻔﺎﻭﺕ. ﻭﺷﺮﻑ اﻟﻌﻠﻢ ﺗﺎﺑﻊ ﻟﺸﺮﻑ اﻟﻤﻌﻠﻮﻡ، ﻓﻠﻴﺲ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺷﺮﻋﻪ ﻛﺎﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﺘﺮاﺏ ﻭاﻟﻘﻤﺎﺵ. ﻓﺄﺟﻞ اﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺃﺷﺮﻓﻬﺎ ﻭﺃﻓﻀﻠﻬﺎ ﻭﺃﺣﺴﻨﻬﺎ ﻫﻮ اﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺃﺳﻤﺎﺋﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻪ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﺃﺻﻞ اﻟﻌﻠﻮﻡ ﻛﻠﻬﺎ. ﻭﻻ ﺷﻲء ﺃﻃﻴﺐ ﻟﻠﻌﺒﺪ ﻭﻻ ﺃﻟﺬ ﻭﻻ ﺃﻫﻨﺄ ﻭﻻ ﺃﻧﻌﻢ ﻟﻠﻘﻠﺐ ﻣﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺭﺑﻪ، ﻭﻣﺤﺒﺔ ﻓﺎﻃﺮﻩ، ﻭﺩﻭاﻡ ﺫﻛﺮﻩ، ﻭاﻟﺴﻌﻲ ﻓﻲ ﻣﺮﺿﺎﺗﻪ. ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻫﺬا ﺧﻠﻖ اﻟﻠﻪ اﻟﺨﻠﻖ .. ﻭﻷﺟﻠﻪ ﻧﺰﻝ اﻟﻮﺣﻲ .. ﻭﻷﺟﻠﻪ ﺃﺭﺳﻞ اﻟﻠﻪ اﻟﺮﺳﻞ .. ﻭﻗﺎﻣﺖ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ ﻭاﻷﺭﺽ .. ﻭﺧﻠﻘﺖ اﻟﺠﻨﺔ ﻭاﻟﻨﺎﺭ. ﻭﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺫﻟﻚ، ﻭاﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻓﻴﻪ، ﺇﻻ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ اﻟﻌﻠﻢ، ﻓﺄﻋﺮﻑ اﻟﺨﻠﻖ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺃﺷﺪﻫﻢ ﺣﺒﺎ ﻟﻪ، ﻭﺗﻌﻈﻴﻤﺎ ﻟﻪ، ﻭﻃﺎﻋﺔ ﻟﻪ. ﻭاﻟﻌﻠﻢ ﻳﻔﺘﺢ اﻟﺒﺎﺏ اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺳﺮ اﻟﺨﻠﻖ ﻭاﻷﻣﺮ. ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {اﻟﻠﻪ اﻟﺬﻱ ﺧﻠﻖ ﺳﺒﻊ ﺳﻤﺎﻭاﺕ ﻭﻣﻦ اﻷﺭﺽ ﻣﺜﻠﻬﻦ ﻳﺘﻨﺰﻝ اﻷﻣﺮ ﺑﻴﻨﻬﻦ }
أقسام العلوم----------(5)-------
قسمت العلوم إلى أقسام كثيرة باعتبارات مختلفة منها:
أ ـ علوم نظرية: أي غير متعلقة بكيفية عمل.
ب ـ علوم عملية: متعلق بها كيفية عمل.
أ ـ علوم آلية: وهي التي لا تقصد بنفسها ، كعلم النحو والصرف.
ب ـ علوم غير آلية: وهي المقصودة بنفسها كعلم التفسير والحديث.
أ ـ علوم شرعية.
ب ـ علوم غير شرعية.
أ ـ علوم عقلية ، وهي التي لا يحتاج فيها إلى النقل.
ب ـ علوم نقلية.
العلوم الشرعية(12) علم:
1 ـ أصول التفسير
2 ـ علم التفسير
3 ـ علم القراءات
4 ـ علم التجويد
5 ـ علوم القرآن
6 ـ علم التوحيد
7 ـ علم الحديث
8 ـ علم مصطلح الحديث
9 ـ علم الفقه.
10 ـ علم أصول الفقه
11 ـ علم الفرائض
12-علوم العربية
أقسام العلم عند الناس--------(6)-----
الناس في العلم على قسمين :
ـ الذين يعلمون.
ـ الذين لا يعلمون.
ووظيفة الذين لا يعلمون أن يسألوا أهل العلم، ويأخذوا بقولهم، مع بذلهم لما يقدرون عليه في معرفة الحجج والبينات.
قال الله تبارك وتعالى: {وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاّ رِجَالاً نّوحِيَ إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذّكْرِ إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ . بِالْبَيّنَاتِ وَالزّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنِّاسِ مَا نُزّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 42ـ43].
فمن علم حكم الشرع في المسألة بدليلها فهو من الذين يعلمون؛ فهو عالم .
ومن علم المسألة بدليلها، إن علمها بدليلها مع نظره في الأقوال المختلفة فيها وأدلتها، وأخذه بحسب الراجح عنده بما ظهر له فهو مجتهد.
ومن علم المسألة بدليلها، بمعنى أنه أخذ بالقول في المسألة الذي ظهر له دليله، دون أن يعمل نظره في الأقوال الأخرى وينظر فيها، إنما علم الراجح بدليله، فقط، فهو متبع.
والمجتهد أن كان هذا نهجه في جميع مسائل العلم، لا يلزم نفسه في النظر بأصول مذهب معين فهو المجتهد المطلق.فأن الزم  نفسه عند النظر في المسألة بأصول مذهب معين فهو مجتهد مقيد.  وان كان حاله من الاجتهاد في جميع مسائل الشرع فهو المجتهد الكلي.
----------( 7 )-----------------
ﺩﺭﺟﺎﺕ اﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠﻢ:
اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺛﻼﺙ ﺩﺭﺟﺎﺕ:
اﻷﻭﻟﻰ: ﻋﻠﻢ ﺟﻠﻲ: ﻭﻫﻮ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺪﺭﻙ ﺑﺎﻟﺤﻮاﺱ ﻛﺎﻟﺴﻤﻊ، ﻭاﻟﺒﺼﺮ، ﻭاﻟﻌﻘﻞ، ﻭﻫﻲ ﻃﺮﻕ اﻟﻌﻠﻢ ﻭﺃﺑﻮاﺑﻪ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺪﺭﻙ ﺑﺨﺒﺮ اﻟﺼﺎﺩﻕ، ﻭﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﺑﺎﻟﻔﻜﺮ ﻭاﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻁ. اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ: ﻋﻠﻢ ﺧﻔﻲ: ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﺖ ﻓﻲ اﻟﻘﻠﻮﺏ اﻟﻄﺎﻫﺮﺓ ﻣﻦ ﻛﺪﺭ اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻓﻲ اﻷﺑﺪاﻥ اﻟﺰاﻛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺯﻛﺖ ﺑﻄﺎﻋﺔ اﻟﻠﻪ، ﻭﻧﺒﺘﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻛﻞ اﻟﺤﻼﻝ ﻓﻤﺘﻰ ﺧﻠﺼﺖ اﻷﺑﺪاﻥ ﻣﻦ اﻟﺤﺮاﻡ، ﻭﻃﻬﺮﺕ اﻷﻧﻔﺲ ﻣﻦ ﻋﻼﺋﻖ اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﺯﻛﺖ ﺃﺭﺽ اﻟﻘﻠﺐ، ﻭﺃﻧﺒﺘﺖ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺯﻭﺝ ﺑﻬﻴﺞ، ﻋﻠﻤﺎ ﻭﻋﻤﻼ.
اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﻋﻠﻢ ﻟﺪﻧﻲ: ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻟﻠﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻭاﺳﻄﺔ، ﺑﻞ ﺑﺈﻟﻬﺎﻡ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ، ﻭﺗﻌﺮﻳﻒ ﻣﻨﻪ ﻟﻌﺒﺪﻩ.
ﻭﺫﻟﻚ ﺛﻤﺮﺓ اﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ اﻟﺼﺎﺩﻗﺔ، ﻭاﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﺤﺴﻨﺔ، ﻭاﻟﺼﺪﻕ ﻣﻊ اﻟﻠﻪ، ﻭاﻹﺧﻼﺹ ﻟﻪ، ﻭﺑﺬﻝ اﻟﺠﻬﺪ ﻓﻲ ﺗﻠﻘﻲ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻣﺸﻜﺎﺓ ﺭﺳﻮﻟﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -، ﻭاﻻﻧﻘﻴﺎﺩ ﻟﻪ، ﻓﻴﻔﺘﺢ اﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻓﻬﻢ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭاﻟﺴﻨﺔ ﺑﺄﻣﺮ ﻳﺨﺼﻪ ﺑﻪ.
ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭﻗﻞ ﺭﺏ ﺯﺩﻧﻲ ﻋﻠﻤﺎ}
-----------------(1)----------الدرس الرابع: {اصول مهمة لطالب العلم المبتدئ}
طالب العلم المبتدئ لكي يتدرج في طلب العلم الشرعي علماً علماً ومرحلة مرحلة، ﻻبد له أن يراعي هذه الأصول
الأصل الأول:[يجب أخذ العلم من العلماء أو طﻻب العلم]
- يجب أخذ هذه العلوم على أيدي أهل العلم الكبار -ما أمكن ذلك- فإن لم يتيسر فعلى طلاب العلم المتمكنين   والمشهود لهم بالتأصيل والعلم والمعرفة. فإن لم يتمكن من ذلك فيستمع طالب العلم إلى شروحات العلماء والمشايخ الصوتية(المسجلة)أمثال الشيخ العثيمين والجبرين والفوزان ...الخ وشروحاتهم متوفرة
-----------(2)-------- ---
الأصل الثاني:كل مسألة علمية ينظر فيها على أربعة مقامات، يصل بعدها طالب العلم إلى معرفة الراجح في المسائل المختلف فيها، وهذه المقامات هي:                                                                                                                                                     المقام الأول : ثبوت الدليل .
المقام الثاني : صحة الاستدلال بالدليل.
المقام الثالث: السلامة من الناسخ.
المقام الرابع : السلامة من المعارض.
مسائل العلم كثيرة ولكن من تأصيل طالب العلم أن يراعي هذا الأصل أنه إذا نظر في كل مسألة يراعي أولاً ثبوت الأدلة فيها ثم ينظر ثانياً في صحة الاستدلال فيها ثم ينظر ثالثاً سلامة هذه الأدلة من النسخ ثم ينظر رابعاً سلامتها من المعارض ونضرب على ذلك مثالاً :
نواقض الوضوء كثيرة نأخذ منها مثلاً ( نقض الوضوء بالقيء) فقرأ الطالب نقض الوضوء بالقيء، فقال: أنا أريد أن أنظر في هذه المسألة فنقول: له نعم أنظر في هذه المسألة هل ثبت دليل في أن القيء ينقض الوضوء .قال :نعم أورد العالم حديث "أن النبي صلى الله عليه وسلم قاء فتوضأ "وهذا الحديث حديث صحيح .إذاً ثبت المقام الأول ( ثبوت الحديث ) فينظر في المقام الثاني صحة الاستدلال هل يصح الاستدلال بهذا الحديث على أن القيء ناقض للوضوء .ينظر هل في الحديث دلالة واضحة على أن وضوء الرسول صلى الله عليه وسلم كان من أجل القيء ؟ لايوجد للحديث دلالة واضحة على أن وضوء الرسول كان من أجل القيء لأن ليس فيه إلا مجرد الفعل.
-------------------(3)-----
الأصل الثالث: أول ما يلزم من أراد أن يكون طالب علم (أي علم من العلوم)، أن يتعرف على العلوم من جهة موضوعاتها وغاياتها والثمرة الناتجة عنها.
لأنه بذلك يعرف شرف كل علم وفضله، ومنقبة حملة ذلك العلم ورفعة قدرهم. وهذا يجعله قادراً على ترتيب العلوم على حسب أهميتها، ووضعها في مراتبها من أولوية التعليم.
فإذا ما ابتدأ طلب علم من العلوم بعد ذلك، وقد عرف أنه فضائله ومناقب حملته، وعرف إنما ابتدأ به لأنه أحق من غيره ببداية التعلم، وأولى مما سواه بأن يكون باكورة الطلب ؛ زاده ذلك إقبالاً على العلم، وحرصاً عليه، وصبراً في تحصيله، وثقة بصواب خطواته، واطمئناناً على صحة منهجه. فلا يزيده بعد ذلك طول الطريق إلا جلداً، ولا وعورته إلا جداً، ولا صعوبته إلا مثابرةً، ولا تعب جسده فيه إلا راحة نفسه، ولا اغترابه من أجله إلا أنساً به، ولا قلة ذات يده إلا فرحاً بالاستكثار منه. حتى يبلغ المنى، ويحصد الجنى.
-------------(4)----------------
الأصل الرابع:عدم التسرع في الفتوى :
فقد كان السلف يود كل واحد منهم أن يكفيه إياها غيره ، فإذا رأى أنها قد تعينت عليه بذل اجتهاده في معرفة حكمها من الكتاب والسنة أو قول الخلفاء الراشدين ثم أفتى . (اعلام الموقعين)
قال عبد الرحمن ابن أبي ليلى : أدركت عشرين ومائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أراه قال : في المسجد ، فما كان منهم محدث إلا ود أن أخاه كفاه الحديث ، ولا مفت إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا.
وقال سحنون بن سعيد : أجسر الناس على الفتيا أقلهم علما يكون عند الرجل الباب الواحد من العلم يظن أن الحق كله فيه .
فأين هؤلاء الأصاغر المتعالمون من أدب سلفنا الصالح ، ولكنها الشهوة الخفية ، وأين هؤلاء من الشروط والأسس التي وضعها سلفنا لحفظ جناب الدين من المتفيقهين .
قال الإمام أحمد : " لا ينبغي للرجل أن يعرض نفسه للفتيا حتى يكون فيه خمس خصال -منها-:
إحداها :: أن تكون له نية ، أي أنْ يخلص في ذلك لا يقصد رياسة ولا نحوها ، فإن لم يكن له نية لم يكن عليه نور ، ولا على كلامه نور ، إذ الأعمال بالنيات .
الثانية : أن يكون له حلم ووقار وسكينة ، وإلا لم يتمكن من فعل ما تصدى له من بيان الأحكام الشرعية .
الثالثة : أن يكون قويًا على ما هو فيه وعلى معرفته ، وإلا فقد عرض نفسه لعظيم .
---------------(5)------------
أن معوقات الإخلاص خمسة ـ عافاك الله منهاـ :
1) الطمع : وعلاجه اليأس مما في أيدي الناس ، وتعلق القلب بالله والرغبة فيما عنده .
2) حب المدح : وعلاجه علمك أنَّ الممدوح حقًا من رضي الله عنه وأحبه ، وإنْ ذمَّه الناس .
قال بعض السلف : مذ عرفت الناس لم أفرح بمدحهم ، ولم أحزن على ذمهم ، فحامدهم مفرط ، وذامهم مفرط .
وقال آخر : لن يكون العبد من المتقين حتى يستوي عنده المادح والذام .
3) الرياء : وطريقة نفي الرياء أن يعلم أنَّ الخلق لا ينفعونه ولا يضرونه حقيقة ، فلا يتشاغل بمراعاتهم ، فيتعب نفسه ، ويضر دينه ، ويحبط عمله كله ، ويرتكب سخط الله تعالى ، ويفوت رضاه ، واعلم أنَّ قلب من ترائيه بيد من تعصيه .
4) العجب : وطريقة نفي الإعجاب أن يعلم أنَّ العمل فضل من الله تعالى عليه ، وأنه معه عارية ، فإنَّ لله ما أخذ ، ولله ما أعطى ، وكل شيء عنده بأجل مسمى ، فينبغي ألا يعجب بشيء لم يخترعه ، وليس ملكاً له ، ولا هو على يقين من دوامه .
5) احتقار الآخرين واستصغارهم وازدرائهم : وطريقة نفي الاحتقار التأدب بما أدبنا الله تعالى به . قال تعالى : " فلا تزكوا أنفسكم " [ النجم/ 32 ] .
-------------(6)------------
الأصل الخامس: ينبغي على طالب العلم ان يعرف اﻷﺻﻮﻝ ﻭاﻟﻤﺴﺘﺜﻨﻴﺎﺕ .
ﻗﻀﻴﺔ اﻷﺻﻞ، ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﻟﻄﺎﻟﺐ اﻟﻌﻠﻢ، ﻭاﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﻃﺎﻟﺐ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﻑ اﻷﺻﻮﻝ ﻭﻳﻌﺮﻑ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭاﻟﻤﺴﺘﺜﻨﻴﺎﺕ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻔﻬﻢ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ، ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻔﻬﻢ ﺣﻜﻢ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺇﻻ ﺇﺫا ﻋﺮﻓﻨﺎ ﻣﺎ ﻫﻮ اﻷﺻﻞ ﻭﻣﺎ ﻫﻮ اﻟﻤﺴﺘﺜﻨﻰ ﻣﻦ اﻷﺻﻞ، ﻓﻼ ﻧﺠﻌﻞ اﻷﺻﻞ ﻓﺮﻋﺎ، ﻭﻻ ﻧﺠﻌﻞ اﻟﻔﺮﻉ ﺃﺻﻼ، ﺑﻞ ﻧﻌﻄﻲ ﻛﻞ ﺷﻲء ﺣﻘﻪ ﻭﻗﺪﺭﻩ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻗﺪ ﺟﻌﻞ اﻟﻠﻪ ﻟﻜﻞ ﺷﻲء ﻗﺪﺭا} [اﻟﻄﻼﻕ:3]. ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺃﺷﻴﺎء ﺗﺴﻤﻰ اﻷﺻﻮﻝ، ﻭﺧﺬﻫﺎ ﻗﺎﻋﺪﺓ: ﺃﻥ ﺃﻱ ﺷﻲء ﻓﻲ اﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺃﻭ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎﻣﻠﺔ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﺃﺻﻼ ﻓﺎﺑﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻻ ﺗﺨﺮﺝ ﻋﻨﻪ ﺇﻻ ﺑﺪﻟﻴﻞ، ﻣﻦ ﻋﺮﻑ ﻫﺬا ﺳﻠﻢ ﻣﻦ اﻹﺷﻜﺎﻝ ﻓﻲ ﺫﻫﻨﻪ ﻭﻓﻜﺮﻩ، ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺄ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻓﻪ، ﻓﺄﻧﺖ ﻣﺜﻼ ﻓﻲ اﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺗﻘﻮﻝ: اﻷﺻﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﺒﺎﺩﺓ اﻟﺘﻮﻗﻴﻒ، ﻓﻼ ﺃﺗﻌﺒﺪ ﻭﻻ ﺃﺗﻘﺮﺏ ﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺇﻻ ﺑﺪﻟﻴﻞ، ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺗﻮﻗﻴﻔﻲ: ﺃﻱ ﻫﺬا ﺷﻲء ﻣﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺺ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭاﻟﺴﻨﺔ، ﻟﻮ ﺟﺎء ﺷﺨﺺ ﻭﻗﺎﻝ: ﺇﺫا ﺻﻠﻴﺖ اﻟﻤﻐﺮﺏ ﻓﻘﻢ ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻌﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻗﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﺸﻬﺪ اﺩﻉ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﻳﻔﺘﺢ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﻠﻴﻚ اﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻚ: ﺳﺆاﻝ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﺸﺮﻭﻉ، ﻭاﻟﺪﻋﺎء ﻓﻲ اﻟﺼﻼﺓ ﻣﺸﺮﻭﻉ، ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻪ: ﻳﺎ ﺃﺧﻲ! اﻷﺻﻞ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺙ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻣﺮا ﻭﺗﺸﺮﻳﻌﺎ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻳﺤﺼﺮﻫﻢ ﻓﻴﻪ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻣﻌﻴﻦ ﺃﻭ ﺯﻣﺎﻥ ﻣﻌﻴﻦ ﻟﺬﻛﺮ ﻣﻌﻴﻦ ﻭﺩﻋﺎء ﻣﻌﻴﻦ ﺇﻻ ﺑﺪﻟﻴﻞ؛ ﻷﻥ ﻃﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﻭﺳﺆاﻝ اﻟﻠﻪ اﻟﻌﻠﻢ ﺇﻋﺎﻧﺔ، ﻭﻣﺎ ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﻻ ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼﺓ .
-------------(7)----------------
الأصل السادس: ينبغي أن يعلم طالب العلم أن العلم حفظ وفهم ﻻينفك أحدهما عن ألأخر
فلا علم بدون فهم؛ لأن الاعتماد على الحفظ وحده دون فهم يصدق فيه ما يردده بعض الناس من قولهم لإزاء من يحفظ: زاد في البلد نسخة، يعني كون البلد فيها نسخ كثيرة من هذا الكتاب، فلا بد من الحفظ ولا بد من الفهم، لا يكفي الحفظ وحده، ولا يكفي الفهم وحده، ولو كان الفهم كافياً دون حفظ لرأينا من عوام المسلمين ممن يُعدون من أذكياء العالم، وهم في أسواقهم من الباعة، رأيناهم علماء، وهم يسمعون العلم، يسمعون الخطب، يسمعون الدرس في المساجد، ومع ذلك لا يدركون شيئاً من العلم، وهم على جانب كبير من الفهم.
-----------------(8)----------
الأصل السابع:أحذر من فتنة التصدر
فالتصدر وطلب الشهرة والجاه ، فإنها ـ لعمر الله ـ قتالة للقلب ، مفسدة له ، دالة على سوء النوايا ، وإنما من ابتلي بذلك صبر ، ومن استراح من هذا شكر لو تعلمون .
ومن العلامات أنه يشتهي المناظرة ، ويبحث عن الجدل ، ويكثر الكلام ، ويهرف بما لا يعرف
قال الله تعالى : " وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً " [ الكهف /54]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ في رَبَضِ الْجَنّةِ لِمَنْ تَرَكَ المِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقاّ، وَبِبَيْتٍ في وَسَطِ الْجَنّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كان مَازِحاً، وَبِبَيْتٍ في أعْلَى الْجَنّةِ لِمَنْ حَسّنَ خُلُقَهُ "[ص:د]
قال الأوزاعي : إذا أراد الله بقوم شرا فتح عليهم الجدل ، ومنعهم العمل.
قال معروف بن فيروز الكرخي : إذا أراد الله بعبد خيرًا فتح له باب العمل ، وأغلق عنه باب الجدل ، وإذا أراد الله بعبد شرًا فتح له باب الجدل ، وأغلق عنه باب العمل .
وقال بعض السلف : إذا رأيت الرجل لجوجًا مماريًا معجبًا برأيه فقد تمَّت خسارته .
---------( 9 )------------------
الأصل الثامن: على طالب العلم ان يعرف درجات العلم فهناك مهم وهناك أهم فيراعي الأهم بالطلب .
العلوم لشرعية فكلها محمودة ، وتنقسم إلى : أصول ، وفروع ، ومقدمات ، ومتممات .
فالأصول :كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وإجماع الأمة ، وآثار الصحابة.
والفروع : ما فهم من هذه الأصول من معانٍ تنبهت لها العقول ، حتى فهم من اللفظ الملفوظ وغيره ، كما فهم من قوله : " لا يقضي القاضي وهو غضبان "أنَّه لا يقضي جائعًا .
والمقدمات : هي التي تجرى مجرى الآلآت ، كعلم النحو واللغة، فإنهما آلة لعلم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
والمتممات : كعلم القراءات ، ومخارج الحروف ، وكالعلم بأسماء رجال الحديث وعدالتهم وأحوالهم ، فهذه هي العلوم الشرعية وكلها محمودة "حدد لكل مرحلة مدة زمنية معينة و لا تقل كل مرحلة عن سنة واحدة وقد تزيد حسب همة طالب العلم وظروفه  ينبغي التركيز على علوم الغاية والمقصد (التفسير والعقيدة والحديث والفقه) فهي التي تنقضي فيها الأعمار ، أما علوم الآلة والوسيلة يأخذ منها طالب العلم ما يرى أنه يكفيه في بابه وإن توسع فلا حرج ولكن لا يكون على حساب علوم الغاية والمقصد.
الدرس الخامس :تكملة الأصول التي ينبغي على طالب العلم أستكمالها---------(1)--------
الأصل التاسع(يجب على طالب العلم فائق التحلي بالأمانة العلمية، في الطلب، والتحمل والعمل والبلاغ، والأداء) .
"فإن فلاح الأمة في صلاح أعمالها، وصلاح أعمالها في صحة علومها، وصحة علومها في أن يكون رجالها أمناء فيما يروون أو يصفون، فمن تحدث في العلم بغير أمانة، فقد مس العلم بقرحة ووضع في سبيل فلاح الأمة حجر عثرة ﻻ تخلوا الطوائف المنتمية إلى العلوم من أشخاص لا يطلبون العلم ليتحلوا بأسنى فضيلة، أو لينفعوا الناس بما عرفوا من حكمة وأمثال هؤلاء لا تجد الأمانة في نفوسهم مستقراً، فلا يتحرجون أن يرووا ما لم يسمعوا، أو يصفوا ما لم يعلموا،
صدق اللهجة: عنوان الوقار، وشرف النفس ونقاء السريرة، وسمو الهمة، ورجحان العقل، ورسول المودة مع الخلق وسعادة الجماعة، وصيانة الديانة، ولهذا كان فرض عين فيا خيبة من فرط فيه، ومن فعل فقد مس نفسه وعلمه بأذى.
قال الأوزاعي رحمه الله تعالى: "تعلم الصدق قبل أن تتعلم العلم".
وقال وكيع رحمه الله تعالى: "هذه الصنعة لا يرتفع فيها إلا صادق" .
فتعلم - رحمك الله - الصدق قبل أن تتعلم العلم، والصدق: إلقاء الكلام على وجه مطابق للواقع والاعتقاد.
------------- ( 2 )-------------
الأصل العاشر:(حفظ متن في كل فن )
وهذا كلام أهل العلم حول المتون والعناية بها:
من المفيد جداً لطالب العلم أن يحفظ متناً مختصراً في كل فن.قال النووي رحمه الله تعالى: " وبعد حفظ القرآن ، يحفظ من كل فن مختصراً , ويبدأ بالأهم ، ومن أهمها الفقه والنحو ، ثم الحديث والأصول ، ثم الباقي على ماتيسر ، ثم يشتغل باستشراح محفوظاته.."
وقال مرتضي الزّبيدي رحمه الله تعالى في ألفية السند:
فإنّ أنـواع العلوم  تختلـط        وبعضها بشرط بعض مرتبـط
فما حوى الغاية في ألف سنة     شخص فَخُذْ مِن كلّ فَنٍّ أحسنهْ
بِحِفْـظِ متنٍ جامعٍ  للراجـح       تـأخـذُهُ على مفيـد  ناصـح
ثمّ مع الفرصة فابحث  عنـه     حقّـق  ودقّق ما استمـدّ  منه
لكـنَّ ذاك باختـلاف الفهـم        مختلـف وباختـلاف العلــم
فالمبتـدي والفـذّ لا  يطيـق       بحثـا بعلـم وجهـه  دقيـق
وقال الشيخ السعدي رحمه الله: الأمور النافعة في الدين ترجع في أمرين: علم نافع ، وعمل صالح ، أما العلم النافع فهو العلم المزكي للقلوب والأرواح ، المثمر لسعادة الدارين ، وهو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من حديث وتفسير،وفقه، وما يعين على ذلك من علوم العربية ، بحسب حالة الوقت والموضع الذي فيه                                                                          و مايشتغل به من الكتب يختلف باختلاف الأحوال والبلدان ،والحالة التقريبية في نظرنا هذا: أن يجتهد طالب العلم في حفظ مختصرات الفن الذي يشتغل به ، فإن تعذر ، أو قصر عليه حفظه لفظاً ، فليكرره كثيراً ،
---------------(3)-----------
حتى ترسخ معانيه في قلبه ، ثم تكون باقي كتب الفن كالتوضيح والتفسير لذلك الأصل الذي أدركه وعرفه.
فمن حرص على هذه العلوم النافعة ، واستعان بالله أعانه وبارك له في علمه ، وطريقه الذي سلكه. ومن سلك في طلبه للعلم غير الطريقة النافعة ، فاتت عليه الأوقات ، ولم يدرك إلا العناء ، كما هو معروف بالمشاهدة والتجربة.
أما الثاني وهو العمل الصالح ، فالعمل الصالح هو الذي جمع الإخلاص لله ،والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم.."  .
وفي الشقاق النعمانية في ترجمة علاء الدين علي بن محمد القوشجي رحمه الله تعالى:"وقد جمع عشرين متناً في مجلدة واحدة ، كل متن من علم ، وسماه " محبوب الحمائل " وكان بعض غلمانه يحمله ولا يفارقه أبداً ، وكان ينظر فيه كل وقت ، يقال إنه حفظ كل مافيه من العلوم " .
وكثير من الناس ثكلوا الوصول بتركهم الأصول ، وحقه أن يكون قصده من كل علم يتحراه التبلغ به إلى مافوقه حتى يبلغ به النهاية.
قال بعضهم:
وما يغني التندم ياخليلي بما ضيّعت من حفظ الأصولِ لقد أصبحتُ في ندمٍ وهَمٍ مُنعت من الوصول إلى مَرام

-------------- ( 4 )-----------
الأصل الحادي عشر:( أستكمال أدوات كل فن )
لن تكون طالب علم متقناً متفنناً - حتى يلج الجمل في سم الخياط - ما لم تستكمل أدوات ذلك الفن، ففي الفقه بين الفقه وأصوله، وفي الحديث بين علمي الرواية والدراية … وهكذا، وإلا فلا تتعن.
قال الله تعالى: "الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته".
فيستفاد منها أن الطالب لا يترك علما حتى يتقنه "شرح الإحياء" .
وعليه، فلا بد من التأصيل والتأسيس لكل فن تطلبه،  بضبط أصله ومختصره على شيخ متقن، لا بالتحصيل الذاتي وحده، وخذاً الطلب بالتدرج وذلك بأمور:
-      حفظ مختصر فيه.
-      ضبطه على شيخ متقن.
-      عدم الاشتغال بالمطولات وتفاريق المصنفات قبل الضبط والإتقان لأصله.
-      لا تنتقل من مختصر إلى آخر بلا موجب، فهذا من باب الضجر.
-      اقتناص الفوائد والضوابط العلمية.
-      جمع النفس للطلب والترقي فيه، والاهتمام والتحرق للتحصيل والبلوغ إلى ما فوقه حتى تفيض إلى المطولات بسابلة موثقة .
--------( 5 )---------------
الأصل الثاني عشر: ينبغي على طالب العلم أن يتحلى بالآداب الشرعية
ﻟﻄﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﺣﻘﻮﻕ. ﻣﺎ ﻣﻦ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳﻔﻲ ﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺤﻘﻮﻕ ﺇﻻ ﺑﺎﺭﻙ اﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻋﻠﻤﻪ، ﻭﺷﺮﺡ ﺻﺪﺭﻩ، ﻭﻳﺴﺮ ﺃﻣﺮﻩ. ﻭﻗﻔﺔ ﻣﻊ ﺁﺩاﺏ ﻃﻼﺏ اﻟﻌﻠﻢ، ﺣﺘﻰ ﻧﺆﺩﻱ ﻟﻬﺬا اﻟﻌﻠﻢ ﺣﻘﻪ، ﻭﻧﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺣﻤﻠﺔ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭاﻟﺴﻨﺔ ﺣﻘﻬﻢ ﻭﻗﺪﺭﻫﻢ. ﻭاﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺑﻌﺾ ﻃﻠﺒﺔ اﻟﻌﻠﻢ ﻳﺴﺄﻣﻮﻥ ﻭﻳﻤﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﻃﻮﻝ اﻟﺰﻣﺎﻥ ﻓﻲ اﻟﻄﻠﺐ، ﻫﻮ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ اﻟﻌﻠﻢ ﺃﺣﻤﺎﻻ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮﺭﻫﻢ ﺩﻭﻥ اﺳﺘﺸﻌﺎﺭ ﺭﻭﺣﻪ ﻭﺁﺩاﺑﻪ، ﻓﺘﺠﺪ ﻃﺎﻟﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﻳﺠﻤﻊ اﻷﻗﻮاﻝ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻭاﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺎﺕ، ﻭﻳﺸﺘﻐﻞ ﺑﻬﺎ اﺷﺘﻐﺎﻻ ﺟﺎﻣﺪا ﻳﻘﺴﻲ اﻟﻘﻠﺐ.
ﻧﺪاء ﺇﻟﻰ اﻟﻘﻠﻮﺏ اﻟﻄﺎﻫﺮﺓ،
ﻧﺪاء ﺇﻟﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﻔﻮﺱ اﻟﻄﻴﺒﺔ،
ﻧﺪاء ﺇﻟﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻌﺎﺩﻥ اﻟﺰاﻛﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﻑ ﺣﻖ ﻫﺬا اﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺗﻌﺮﻑ ﻓﻀﻞ اﻟﻌﻠﻤﺎء، ﻭﺣﻖ اﻟﺴﻠﻒ ﻭاﻟﺨﻠﻒ،
ﻧﺪاء ﺇﻟﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻠﻮﺏ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ، ﻟﻜﻲ ﺗﺜﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺴﺒﻴﻞ اﻟﻘﻮﻳﻢ.
اﻟﻌﻠﻢ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﻋﻈﻴﻤﺔ، ﻓﻤﻦ ﺃﺭاﺩ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﺒﻪ ﻓﻠﻴﺄﺧﺬﻩ ﺑﺤﻘﻪ.
---------------( 6 )-------------
تحذير لطالب العلم
حلم اليقظة:
إياك و (حلم اليقظة) ، ومنه بأن تدعي العلم لما لم تعلم، أو إتقان ما لم تتقن، فإن فعلت، فهو حجاب كثيف عن العلم.
احذر أن تكون "أبا شبر"
فقد قيل: العلم ثلاثة أشبار، من دخل في الشبر الأول، تكبر ومن دخل في الشبر الثانى، تواضع ومن دخل في الشبر الثالث، علم أنه ما يعلم.
التصدر قبل التأهل:
احذر التصدر قبل التأهل، هو آفة في العلم والعمل.
وقد قيل: من تصدر قبل أوانه، فقد تصدى لهوانه.
التنمر بالعلم:
احذر ما يتسلى به المفلسون من العلم، يراجع مسألة أو مسألتين، فإذا كان في مجلس فيه من يشار إليه، أثار البحث فيهما، ليظهر علمه! وكم في هذا من سوءة، أقلها أن يعلم أن الناس يعلمون حقيقته
تحبير الكاغد:
كما يكون الحذر من التأليف الخالي من الإبداع في مقاصد التأليف الثمانية ، والذي نهايته "تحبير الكاغد"
فالحذر من الاشتغال بالتصنيف قبل استكمال أدواته، واكتمال أهليتك، والنضوج على يد أشياخك، فإنك تسجل به عاراً وتبدى به شناراً .
------------( 7 )--------------
مسألة: ﻣﺎ ﻫﻲ اﻵﺩاﺏ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻟﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻠﻰ ﺑﻬﺎ؟
ﻟﻘﺪ ﻗﺪﻡ اﻟﺸﻴﺦ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺃﺑﻮ ﺯﻳﺪ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ اﻵﺩاﺏ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻟﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻠﻰ ﺑﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﻧﺼﺎﺋﺢ ﺫﻫﺒﻴﺔ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺇﺧﻼﺹ ﻭﺣﺴﻦ ﻃﻮﻳﺔ – ﻧﺤﺴﺒﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﻭاﻟﻠﻪ ﺣﺴﻴﺒﻪ ﻭﻻ ﻧﺰﻛﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﺃﺣﺪ _ ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻫﺎ ﺳﻤﻌﻚ ﻭﻓﻜﺮﻙ ﻭﺃﻥ ﺗﺠﺪ ﻟﻚ ﻓﻲ ﺳﻤﻌﻚ ﻣﺴﻤﻌﺎ ﻭﻓﻲ ﻗﻠﺒﻚ ﻣﻮﻗﻌﺎ ﻭﺃﻥ ﺗﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﺑﻘﺒﻮﻝ ﺣﺴﻦ ﻋﺴﻰ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﻌﻚ ﺑﻬﺎ ﻭﻳﻮﻓﻘﻚ ﺇﻟﻰ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ. ﻭﻫﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺮﺗﻴﺐ اﻵﺗﻲ:
ﺃﻭﻻ: ﺁﺩاﺏ ﻃﺎﻟﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ
ﺛﺎﻧﻴﺎ: ﺁﺩاﺏ ﻃﺎﻟﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻊ ﺷﻴﺨﻪ
ﺛﺎﻟﺜﺎ: ﺁﺩاﺏ اﻟﺰﻣﺎﻟﺔ
ﺭاﺑﻌﺎ: ﺁﺩاﺏ ﻃﺎﻟﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ
ﺧﺎﻣﺴﺎ: اﻟﺘﺤﻠﻲ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ
ﺳﺎﺩﺳﺎ: ﺗﺄﺩﻳﺔ ﺯﻛﺎﺓ اﻟﻌﻠﻢ
ﺳﺎﺑﻌﺎ: اﻟﺘﺤﻠﻲ ﺑﻌﺰﺓ اﻟﻌﻠﻤﺎء
ﺛﺎﻣﻨﺎ: ﺻﻴﺎﻧﺔ اﻟﻌﻠﻢ
ﺗﺎﺳﻌﺎ: اﻟﺘﺤﻠﻲ ﺑﺎﻟﻤﺪاﺭﺓ ﻭﻟﻴﺲ اﻟﻤﺪاﻫﻨﺔ
ﻋﺎﺷﺮا: اﻟﺘﺤﻠﻲ ﺑﺎﻟﻐﺮاﻡ ﺑﺎﻟﻜﺘﺐ
اﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ: اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﺤﺎﺫﻳﺮ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺠﻌﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻧﺎﻓﻌﺎ ﻓﺘﻘﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻧﺎﺭ
أقراء هذا الكتاب فأنه نافع جدا لطالب العلم عند الطلب.
بعض أسباب حرمان العلم:
قال السفاريني ـ في غذاء الألباب ـ: وحرمان العلم يكون بستة أوجه:
أحدها: ترك السؤال.
الثاني: سوء الإنصات وعدم إلقاء السمع.
الثالث: سوء الفهم.
الرابع: عدم الحفظ.
الخامس: عدم نشره وتعليمه ، فمن خزن علمه ولم ينشره ، ابتلاه الله بنسيانه جزاء وفاقاً.
السادس: عدم العمل به ، فإن العمل به ، يوجب تذكره ، وتدبره ، ومراعاته ، والنظر فيه ، فإذا أهمل العمل به نسيه.
قال بعض السلف: كنا نستعين على حفظ العلم بالعمل به.
وقال بعضهم: العلم يهتف بالعمل ، فإن أجابه وإلا ارتحل ، فما استُدر العلم ، واستُجلب بمثل العمل به.
قال تعالى :{الَّذِيَن آتَيْنَاهُم الكِتَابَ يَتْلُوْنَه حَقَّ تِلاوَتِه} [البقرة121]،
أيْ: لا يَتَجَاوَزَوْن فَنًّا حَتَّى يُحْكِمُوْهُ عِلْمًا وعَمَلاً، فَيَجِبُ أنْ يُقَدِّمَ الأهَمَّ فالأهَمَّ مِنْ غَيْرِ إخْلالٍ  .
قَالَ ابنُ القَيَّمِ رَحِمَهُ اللهُ :[وفِيْهِ أيْضًا تَنْبِيْهٌ لأهْلِ العِلْمِ عَلى تَرْبِيَةِ الأمَّةِ كَما يُرَبِّي الوَالِدُ وَلَدَه؛ فَيُرَبُّوْنَهم بالتَّدْرِيْجِ والتَّرَقِي مِنْ صِغَارِ العِلْمِ إلى كِبَارِهِ، وتَحْمِيْلِهم مِنْه مَا يُطِيْقُوْنَ، كَما يَفْعَلُ الأبُ بوَلَدِهِ الطِّفْلِ في إيْصَالِه الغِذَاءَ إلَيْه؛ فَإنَّ أرْوَاحَ البَشَرِ إلى الأنْبِيَاءِ والرُّسُلِ كالأطْفَالِ بالنِّسْبَةِ إلى آبائِهِم، بَلْ دُوْنَ هَذِه النِّسْبَةِ بكَثِيْرٍ] .
وقَالَ الزَّرْنُوْجِيُّ رَحِمَهُ اللهُ : [ويَنْبَغِي أنْ يَبْتَدِئ بِشَيءٍ يَكُوْنُ أقْرَبَ إلى فَهْمِهِ، وكَانَ الشَّيْخُ الأُسْتَاذُ شَرَفُ الدِّيْنِ العُقَيْلِيُّ رَحِمَهُ اللهُ يَقُوْلُ : الصَّوَابُ عِنْدِي فِي هَذا مَا فَعَلَه مَشَايُخُنا رَحِمَهُمُ اللهُ، فإنَّهم كَانُوا يَخْتَارُوْنَ للمُبْتَدِئ صِغَارَاتِ المَبْسُوْطِ؛] .
قِيْلَ : حِفْظُ حَرْفَيْنِ خَيْرٌ مِنْ سَمَاعِ وِقْرَيْنِ ،
وفَهْمُ حَرْفَيْنِ خَيْرٌ مِنْ حِفْظِ سفرين
من حفظ المتون .. حاز الفنون
من لم يتقن الأصول .. حرم الوصول
لن يبلغ العلم جميعا أحد ولو  حاول  ألف  سنه
إنما العلم عميق بحره فخذوا من كل شئ أحسنه
ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺤﺼﻴﻞ اﻟﻌﻠﻢ.
ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﺫا ﺃﺭاﺩ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻓﻼ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﻤﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﺇﺫا ﺗﻌﺪﺩﺕ اﻟﻄﺮﻕ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺃﻗﺮﺑﻬﺎ ﻭﺃﻳﺴﺮﻫﺎ؛ ﻟﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ اﻟﻤﻬﻢ ﻟﻄﺎﻟﺐ اﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺒﻨﻲ ﻃﻠﺒﻪ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻮﻝ، ﻭﻻ ﻳﺘﺨﺒﻂ ﻋﺸﻮاء، ﻓﻤﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﻘﻦ اﻷﺻﻮﻝ ﺣﺮﻡ اﻟﻮﺻﻮﻝ،
قسم العلماء مستويات لطالب العلم وهي (3) مستويات:
1/ مستوى المبتدئين
2/مستوى المتوسطين
3/ مستوى المتقدمين
وسوف بأذن الله تعالى سنقسم كل مستوى الى ثلاثة مراحل
مثل المستوى الأول (المبتدئين) يقسم الى (3) مراحل لكل مرحلة (5) متون أو أكثر من علوم مختلفة ليكتمل عند طالب العلم في المستوى الأول كل العلوم اي من كل فن متن .
جدول طالب العلم :
1/التوحيد = شروط ﻻ أله الا الله - القواعد الأربع
2/ العقيدة = القصيدة اللامية [ابن تيمية]
3/ الحديث = الأربعين النووية [النووي]
4/ الفقه = شروط الصلاة وأركانها وواجباتها
5/ علوم الحديث = المنظومة البيقونية [البيقوني]
6/النحو = المقدمة الأجرومية [ابن آجروم]
7/ أصول الفقه = الورقات [الجويني]
8/ القران = جزء عم
9/ القواعد الفقهية = أربع قواعد تدور الأحكام عليها
10/ أحكام التلاوة = تحفة الأطفال
11/ أصول التفسير = مختصر أصول في التفسير [ابن عثيمين]
12/ المنهج = ستة أصول عظيمة
13/ السيرة = ستة مواضيع في السيرة
14/ التفسير = تفسير جزء عم [التفسير الميسر]
15/ الأداب = منظومة أبي أسحاق الإلبيري
تنبيه: - كل متن لم أكتب من هو مؤلفه فهو للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله جميعا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق